عقيدة أبي طالب - السيد طالب الرفاعي - الصفحة ٤٨
أو من بعيد إلى أن أبا طالب لم يكن حين مات على غير الإسلام، مما يؤكد أن قضية التشكيك في إسلام أبي طالب لم تكن مطروحة حتى زمن تمرد معاوية على علي عليه السلام، وإلا اهتبل معاوية فرصتها، وكال لعلي، في هذا الباب، مقابل الصاع صاعين.
ولا أدل على ذلك من أن معاوية، حينما دخل عليه، بالشام، عقيل بن أبي طالب، في زمن خلافة أخيه علي عليه السلام، وأراد أن يقلل من شأن عقيل، (إسلاميا، بما ينسحب، تبعيا، إلى الإمام علي عليه السلام فقال له: أين عمك أبو لهب يا عقيل، فكان جواب عقيل الفوري عليه يا معاوية، إذا دخلت النار فمل عن يسارك قليلا، تجده مفترشا عمتك أم جميل (1).
فما الذي كان يحوج معاوية إلى أن يعدل في هذا الإحراج إلى أبي لهب، فيحيق به مكره كما حدث له، ويترك أبا طالب لو أن هناك أدنى

(1) العقد الفريد: 2 / 315.
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»