الباطلة، خصوصا فيما يرجع إلى التجسيم والتشبيه وتصغير شأن الأنبياء في أنظار المسلمين، بإسناد المعاصي الموبقة إليهم، والتركيز على القدر وسيادته في الكون على كل شئ، حتى على إرادة الله سبحانه ومشيئته.
ولم تكن رؤية الله بأقل مما سبق في تركيزهم عليها.
فما ترى في كتب الحديث قديما وحديثا من الأخبار الكثيرة حول التجسيم، والتشبيه، والقدر السالب للاختيار والرؤية ونسبة المعاصي إلى الأنبياء، فكل ذلك من آفات المستسلمة من اليهود والنصارى. فقد حسبها المسلمون حقائق راهنة وقصصا صادقة فتلقوها بقبول حسن نشرها السلف بين الخلف، ودام الأمر على ذلك.
ومن العوامل التي فسحت المجال للأحبار والرهبان لنشر ما في العهدين بين المسلمين، النهي عن تدوين حديث الرسول (صلى الله عليه وآله) ونشره ونقله والتحدث به أكثر من مائة سنة، فأوجد الفراغ الذي خلفه هذا العمل أرضية مناسبة لظهور بدع يهودية ونصرانية وسخافات مسيحية وأساطير يهودية، خصوصا من قبل الكهنة والرهبان.
فقد كان التحدث بحديث الرسول (صلى الله عليه وآله) أمرا مكروها، بل محظورا من قبل الخلفاء إلى عصر عمر بن عبد العزيز (19 - 101 ه)، بل إلى عصر المنصور العباسي (341 ه)، ولكن كان المجال للتحدث بالأساطير من قبل هؤلاء أمرا مسموحا به، فهذا هو تميم بن أوس الداري من رواة الأساطير، وقد أسلم سنة تسع للهجرة، وهو أول من قص بين المسلمين واستأذن عمر أن يقص على الناس قائما، فأذن له،