ودواعي الذكرى التي أحاطت به لا تسمح بتناسيه!!
لكن لم يحدثنا التاريخ أن أحدا قد ذكره في تلك الأيام الحاسمة التي ينبغي ألا تعيد الأذهان إلى شئ قبله، فهو النص الذي يملأ ذلك الفراغ، ويسكن له ذلك الهيجان، وتنقطع دونه الأماني، أو فرص الاجتهاد..
" إني يوشك أن أدعى فأجيب..
وإني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي..
من كنت مولاه فعلي مولاه.. ".
والعهد، بعد، قريب، جد قريب..
فإذا وجدنا اليوم من لم يؤمن بالنص على خليفة النبي (ص)، فليس لأن النبي لم يقله، بل لأن الناس يومئذ لم يذكروه!!
7 - قوله (ص): " أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه لا نبي بعدي ".
حديث متواتر لا خلاف فيه (1)، لكن الكلام في تأويله، وما أغنانا عن التأويل الذي ما أبقى من النص إلا حروفه!!
غريب جدا ما ذهب إليه المتأولون من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقله إلا تطييبا لخاطر علي وترغيبا له في البقاء في المدينة لما أرجف به المنافقون وقالوا: خلفك مع النساء والصبيان! وليس فيه من تشابه المنزلتين إلا