فإن قيل:
الحمل فيه على الغلابي، لأنه متهم، وقال الدارقطني: يضع الحديث. انتهى.
قلت:
هذا تعسف وإسراف من الدارقطني، ولم يتابعه عليه أحد، بل إن الذهبي على تعنته وتشدده - اقتصر في ميزان الاعتدال (1) على تضعيفه، وحكى عن ابن حبان أنه ذكره في الثقات وقال: يعتبر بحديثه إذا روى عن ثقة، وقال: في روايته عن المجاهيل بعض المناكير (2)، وقال ابن مندة: تكلم فيه. انتهى.
ووجه طعنهم في الرجل غير خاف، فإنه كان من وجوه الشيعة بالبصرة، وروى مناقب الآل وصنف فيها، ولذا قال فيه ابن النديم في الفهرست: كان ثقة صادقا.
وقال القضاعي في مسند الشهاب (3): محمد بن زكريا الغلابي رجل حديثه حسن.
ولو جاز الأخذ بقول الدارقطني في الغلابي لجاز الأخذ بتضعيفه أبا حنيفة في الحديث (4)، ولا يجيزون الأخذ به البتة، بل يردونه عليه،