مقدمة التحقيق بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف أنبيائه سيدنا ونبينا محمد خاتم النبيين، والسلام التام على أهل بيته الطاهرين الهادين المهديين.
وبعد:
فإن الكاتب إن أراد الكتابة عن الشريف المرتضى بنزاهة ومتانة لابد أن يبتني عباراته على أسس قويمة، لما امتلكه المرتضى من مكانة مرموقة بين علمائنا الأعلام على مر الزمان، فالمرتضى مؤلف ومصنف، مناظر ومفتي، انتهت إليه رئاسة الإمامية، وتبعث إليه الرسائل، ويفد عليه السائلون من كل حدب وصوب، من مصر، ومن طوس، ومن الموصل، ومن الديلم، يستهدونه الرأي الناضج والفتوى الشافية، والخبر الصحيح، فقد جمع إلى حذقه لعلم الكلام وأصول الفقه ما جمع من طرف الشعر ونوادر الأخبار، وما أحاط به من أسرار اللغة وتفسير آي الله، لا يشغله عن اهتمامه بالعلم وأهله شاغل من منصب أو جاه.
وكان من مقام رفيع ان الخواجة نصير الدين الطوسي الفيلسوف الرياضي المشهور إذا جرى ذكر " الشريف المرتضى " في درسه يقول: صلوات الله عليه، ثم يلتفت إلى القضاة والمدرسين الحاضرين درسه، ويقول: كيف لا يصلى على المرتضى؟!