المجازر والتعصبات الطائفية في عهد الشيخ المفيد - الشيخ فارس الحسون - الصفحة ٦
وحرق وإبعاد، وهذا ضريبة ولائهم أهل بيت نبيهم صلوات الله عليهم أجمعين.
والتاريخ قبال الشيعة وقف وقفة تخاذل وإجحاف، فالصفحات المشرقة بدلها بصفحات مظلمة، ونقلها إلى المجتمع مع تزوير وبهتان!
والمنصف من المؤرخين من نقل شيئا يسيرا من الحقائق مع الغمز والتشكيك فيها.
ومنذ مدة غير قريبة عزمنا على تأليف كتاب يجمع بين دفتيه ما جرى على الشيعة من مصائب وطرد وإباحة من الصدر الأول وإلى يومنا الحاضر، سواء في ذلك من قبل الحكام أم الناس، استخرجناه من الفلتات التي فلتت من أقلام المؤرخين، وإلا فهم لا يذكرون أمثال هذه الأحداث ويحاولون طمسها بكل ما لديهم من قوة.
كل هذا ليعرف الخلق كافة أي حرية كانت في التفكير واختيار المذهب آنذاك، وأن الفرد إذا اختار مذهبا معينا يخالف مذهب أكثر الناس، وله أدلة عقلية ونقلية تدل على اختياره، بأي أسلوب كان يتعامل معه؟ هل بالدليل والمجادلة بالتي هي أحسن؟ أم يقابلون أدلة بالسياط والقتل والتبعيد؟!!
ولقرب انعقاد المؤتمر العالمي بمناسبة مرور الذكرى الألفية لوفاة الشيخ المفيد اقترح علي سماحة العلامة المحقق الحجة السيد عبد العزيز الطباطبائي أن أكتب ما جرى على الشيعة من مجازر في عهد الشيخ المفيد، من ولادته (336 ه‍) وإلى وفاته (413 ه‍).
فبدأت بترتيب هذه المقالة مع ضيق الوقت، وذكرت فيها ما جرى على شيعة أهل البيت من مصائب، وترجمت للأعلام والبلدان وبعض الفرق غير المعروفة، وربما ذكرت بعض الحوادث لا ترتبط كل الارتباط بالموضوع تتميما للفائدة،
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»