المجازر والتعصبات الطائفية في عهد الشيخ المفيد - الشيخ فارس الحسون - الصفحة ٥
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله سابغ النعم، والصلاة والتحية على رسوله المرسل إلى العرب والعجم، وعلى أهل بيته أصحاب الجود والكرم.
المؤرخ المنصف عليه أن يتجنب فيما يكتبه كل التعصبات لأي فرقة وإن كانت الفرقة التي ينتمي إليها ويتحرى الواقع فحسب، وهذا الشرط أساسي للمؤرخين كافة، والألم يحصل اطمئنان بنقلهم.
والمؤرخ المنصف كما ينقل في تاريخه ما حدث وما شاهد من مسرات ومشاهد مشرقة، عليه أن ينقل ما شاهد أو نقل إليه عن الثقات من أحزان ومشاهد مظلمة... وينقل التاريخ كما هو إلى من يأتي بعده... وينقل ما حصل على هذه الفرقة أو تلك من مصائب وظلم وتشريد.
ومن المؤسف عليه أن مؤرخينا لم يلتزموا بهذا الشرط في النقل، وخرجوا عن الإنصاف، وغطوا على كثير من المسائل لأسباب غير خفية.
وأكثر من وقع في حقه الاجحاف في النقل الفرقة الشيعية، فانعقد شبه اتفاق من المؤرخين على طمس أخبار هذه الفرقة وتشويه الأحداث المرتبطة بها، وإلقاء الاتهامات عليها!
ولا يشك الناظر في التاريخ أن لشيعة أهل البيت عليهم السلام اليد الطولى في ارتقاء الدرجات العليا في أكثر المجالات، وبهذا بيضوا صفحات التأريخ ونوروها.
ولا يشك أيضا فيما جرى على هذه الفرقة على مرور الزمان من مصائب وقتل
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 3 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»