الغيبة - الشيخ محمد رضا الجعفري - ج ١ - الصفحة ٣٨
ضمن قائمة الخلافة الراشدة وغير الراشدة عندهم، انتزعوا انتزعا لهوى في نفوس المنتزعين، لا لميزة في الأشخاص الذين انتزعوا وفصلوا عمن سبقهم وهو الذي عينهم وعمن جاء بعدهم، وهو الذي عينوه هم وحكموه على رقاب الأمة. عمر بن عبد العزيز اختاره الخليفة الذي قبله هو راشد والذي اختاره غير راشد، عمر بن عبد العزيز استخلف فلانا، ذلك المستخلف من قبل عمر بن عبد العزيز غير راشد، ولكن عمر بن عبد العزيز نفسه راشد، فإن كان راشدا فمن استخلفه كان أيضا راشدا في استخدامه، والذي استخلفه هو على الأمة ومكنه من رقاب الأمة أيضا خليفة راشد وإن كان غير راشد، فالحكم لكم أنتم.
معنى ذلك: أن أحاديث المهدي عندهم فيها نص، هذا النص يؤكد بصورة قاطعة أن المهدي (عليه السلام) ليس من جنس الخلفاء الذين استخلفوا على هذه الأمة بعد وفاة نبيها (صلى الله عليه وآله وسلم)، وإنما هو إمام إلهي.
وهذا لا ينسجم إلا مع رأي الإمامية في الإمامة، ومعنى ذلك أن أحاديث المهدي عندهم تشير إلى أن إمامة المهدي سلام الله عليه إمامة إلهية وإن لم يقولوا بها في أحد غيره ممن جاؤوا بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كخلفاء على الأمة، حتى في حق أمير المؤمنين سلام الله عليه، وهو الخليفة الإلهي عندنا نحن الإمامية.
إذن فإمامة المهدي إمامة إلهية، هذه الإمامة الإلهية لا تتم إلا في ضمن سلسلة منتظمة انتظاما إلهيا، على النحو الذي نقول به نحن الإمامية.
فأحاديث المهدي سلام الله عليه عند إخواننا فيها ما يدل دلالة قاطعة على النظرة التي تنظر بها الإمامية إلى المهدي سلام الله عليه.
(٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 » »»
الفهرست