الصحابة - السيد علي الميلاني - الصفحة ٤٤
الكافرون، والحال أن في قلوبهم مرض قسيم وقسم في مقابل الكافرين، هذا رأي جمهور المفسرين.
ثم يقول - لاحظوا بدقة -: وذكر الحسين بن الفضل البجلي: أن هذه السورة مكية، ولم يكن بمكة نفاق، فالمرض في هذه الآية ليس بمعنى النفاق.
وترك الأمر على حاله، ليس بمعنى النفاق، إذا ماذا؟ فهذا قول في مقابل قول جمهور المفسرين!
يقول الفخر الرازي وهو يريد أن يدافع عن قول جمهور المفسرين، لاحظوا بدقة قوله: قول المفسرين حق، وذلك لأنه كان في معلوم الله تعالى أن النفاق سيحدث، أي في المدينة المنورة، فأخبر عما سيكون، وعلى هذا تصير هذه الآية معجزة، لأنه إخبار عن غيب سيقع، وقد وقع على وفق الخبر، فيكون معجزا!!
كان ذكر الذين انحصر في قلوبهم مرض هنا معجزة، لكن لن يرتضي الفخر الرازي أيضا هذا التوجيه مع ذكره له.
والعجيب من الفخر الرازي حيث يقول: جمهور المفسرين قالوا إنهم الكافرون، وهو يدافع عن قولهم ويقول: هو حق، ثم يحمل الآية على أنه إخبار عن النفاق الذي سيقع.
فإذا كان قول المفسرين حقا، فقد فسروا بأنهم الكافرون،
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست