والعجب من الحموي في معجم البلدان حيث لم يزد على قوله: وهشام بن محمد الكلبي وقفت له على كتاب سماه اشتقاق البلدان، مع أنه بزعمه استقصى طبقة الإسلاميين المصنفين في ذلك، من الذين قصدوا ذكر البلاد والممالك وعينوا مسافة الطرق والمسالك، وكلهم متأخرون عن هشام بن محمد الكلبي الذين قصدوا ذكر الأماكن العربية والمنازل البدوية من طبقة أهل الأدب، وكلهم أيضا متأخرون عن هشام بن محمد الكلبي، كما لا يخفى على مثله ولا يمكن حمل كلامه على ذكر ما وقف عليه، لأنه ذكر ما صورته وأبو سعيد السيرافي بلغني أن له كتابا في جزيرة العرب، بل رأيته يصرح بالذي وقف عليه من تلك الكتب، وقد أغفل أو تعصب جملة من مصنفات علماء الشيعة في ذلك غير ما عرفت لابن الكلبي، مثل كتاب الأرضين، كتاب البلدان لأبي جعفر محمد بن خالد البرقي من أصحاب الإمام الكاظم عليه السلام، وذكر ابن النديم في الفهرست أن لابنه أحمد بن محمد بن خالد كتاب البلدان.
قال أكبر من كتاب أبيه، وكتاب البدان لليعقوبي المتوفى في حدود سنة 278 ه وقد طبع في ليدن، وكتاب الخراج لقدامة بن جعفر الكاتب المتوفى سنة 310 ه طبع في ليدن، وكتاب أسماء الجبال والمياه والأودية لحمدون أستاذ تغلب، وابن الأعرابي من أهل المائة الثانية.
وبعدها كتاب الأديرة والأعمال في البلدان والأقطار، وهو كتاب كبير ذكر فيه بضعة وثلاثين ديرا وعملا لأبي الحسن السيمساطي النحوي شيخ أصحابنا في الجزيرة، من علماء المائة الثالثة، والمسالك والممالك للمسعودي علي بن الحسين المتوفى سنة 346، وكتاب الديارات كبير لأبي الحسن علي بن محمد السيمساطي أيضا.