معنى قوله تعالى: ﴿الله أعلم حيث يجعل رسالته﴾ (١).
ولو راجعتم الآيات الكريمة الواردة في نصب الأنبياء، غالبا ما تكون بعنوان الجعل وما يشابه هذه الكلمة، لاحظوا قوله تعالى:
﴿إني جاعلك للناس إماما﴾ (٢) هذا في خطاب لإبراهيم (عليه السلام)، وفي خطاب لداود: ﴿إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس﴾ (3).
ومن هذه الآية يستفاد أن الحكم بين الناس حكم من أحكام النبوة والرسالة (إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم) الحكم من أحكام الخلافة، وليست الخلافة هي الحكومة، وقد أشرت إلى هذا من قبل في بعض البحوث، الخلافة ليست الحكومة، وإنما الحكومة شأن من شؤون الخليفة، تثبت الخلافة لشخص ولا يتمكن من الحكومة على الناس ولا يكون مبسوط اليد ولا يكون نافذ الكلمة، إلا أن خلافته محفوظة.
وإذا كانت الآيات دالة على أن النبوة والإمامة إنما تكون بجعل من الله سبحانه وتعالى، فهناك بعض الآيات تنفي أن تكون النبوة