الدعاء حقيقته ، آدابه ، آثاره - مركز الرسالة - الصفحة ٥٥
قال: فمه؟ قلت: لا أدري...
فقال: لكني أخبرك إن شاء الله تعالى، أما إنكم لو أطعتموه فيما أمركم به ثم دعوتموه لأجابكم، ولكن تخالفونه وتعصونه فلا يجيبكم، ولو دعوتموه من جهة الدعاء لأجابكم.
قال: قلت: وما جهة الدعاء؟
قال: إذا أديت الفريضة مجدت الله وعظمته وتمدحه بكل ما تقدر عليه، وتصلي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتجتهد في الصلاة عليه وتشهد له بتبليغ الرسالة، وتصلي على أئمة الهدي (عليهم السلام)، ثم تذكر بعد التحميد لله والثانية عليه والصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ما أبلاك وأولاك، وتذكر نعمه عندك وعليك، وما صنع بك فتحمده وتشكره على ذلك، ثم تعترف بذنوبك ذنب ذنب وتقر بها أو بما ذكرت منها، وتجمل ما خفي عليك منها، فتتوب إلى الله من جميع معاصيك وأنت تنوي ألا تعود، وتستغفر الله منها بندامة وصدق نية وخوف ورجاء، ويكون من قولك: " اللهم إني اعتذر إليك من ذنوبي، واستغفرك وأتوب إليك، فأعني على طاعتك، ووفقني لما أوجبت علي من كل ما يرضيك، فإني لم أر أحدا بلغ شيئا من طاعتك إلا بنعمتك عليه قبل طاعتك، فأنعم علي بنعمة أنال بها رضوانك والجنة " ثم تسأل بعد ذلك حاجتك، فإني أرجو أن لا يخيبك إن شاء الله تعالى...) (1).
2 - فقدان موانع الإجابة:
ومن الشروط المهمة التي يجب أن يراعيها الداعي، هو إزالة الحجب

(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»