رابعا: سلامة الموقف الشيعي:
إن سمة التشيع: النظر للأمور بواقعية تامة، والحكم في إطار العدل والمساواة بناء على الأدلة والشواهد.
ومن هنا، فإن الشيعة إنما ينظرون إلى الصحابة نظرة علمية منطقية..
وهذه الصحيفة السجادية للإمام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام يدعو فيها للصحابة فيقول:
اللهم وأصحاب محمد خاصة الذين أحسنوا الصحبة، والذين أبلوا البلاء الحسن في نصره... فلا تنس اللهم ما تركوا لك وفيك، وارضهم من رضوانك، وبما حاشوا الخلق عليك، وكانوا مع رسولك دعاة لك... (1). يقول السيد مهدي الحسيني الروحاني في كتابه بحوث مع أهل السنة والسلفية:... وغير خفي: أن هذه الدعوات بما فيها من الإعظام والإكبار، شاملة لمعظم الصحابة رضي الله عنهم، وأما آحادهم تفصيلا فينظر في تراجمهم وتواريخهم ويحاكمون بمقتضى العدل، والقول الفصل، وحكم القرآن، وكلام نبي الإسلام... وعليه فمن ناقش في علم بعض آحاد الصحابة، أو خطأهم في بعض أفعالهم وأقوالهم، حسب ما تقتضيه المقاييس الدينية، فإن ذلك لا يخرجه من الإيمان إلى الكفر، ولا من السنة إلى البدعة، إذ ليس آحاد الصحابة وأشخاصهم محور الدين، والكفر، والسنة والبدعة (2).