البراهين الجلية - السيد محمد حسن القزويني الحائري - الصفحة ٦
هو وأتباعه أن المشاهد المشرفة والقبور التي فيها بمنزلة الأصنام، ويقولون في قبر النبي أنه الصنم الأكبر.
وبالجملة فإن الوهابيين كتلة إرهابية شعارها التدمير والتحطيم، والقسوة والهمجية، وأنهم يبذلون كل ما لديهم من نشاط وقوة لمكافحة فئة واحدة من المسلمين يشهدون أن لا إله إلا الله محمد رسول الله ويصلون ويحجون.
وإن في تاريخ حياتهم المظلمة فجائع ومآسي لا تنسى مدى الدهر، ومنها هجومهم على مدينة كربلاء المقدسة في سنة 1216 ه‍ المصادف 1801 م، وإليك الواقعة كما ذكرها المرحوم البحاثة القدير الأستاذ الدكتور السيد عبد الجواد الكليدار في كتابه: تاريخ كربلاء نذكره حرفيا:
الحائر والهدم والحرق والنهب والقتل على يد الوهابيين في 18 ذي الحجة سنة 1216.
إن أعظم فاجعة بعد واقعة الطف مرت على كربلاء في التاريخ، هي غزو الوهابيين لها في عام 1216، تلك الفاجعة التي لا تزال تردد صداها البلاد الإسلامية والأوربية معا، فأسهب في فظاعتها المؤرخون من مسلمين وأوربيين...
فعدوها وقعة طف ثانية في التاريخ... فندع المجال أولا للأوربيين.. فنعطي دور الكلام أولا للمستر ستيفن هميسلي، لو نكريك الإنكليزي أن يتكلم أمام المرأى العام العالمي والتاريخ بصراحته وحريته... يقول في كتابه أربعة قرون من تاريخ العراق:
لم تكن أعراب نجد تختلف في العقيدة والمذهب عن بقية المسلمين إلى أواخر القرن الثاني عشر الهجري حين نشر بينهم محمد بن عبد الوهاب تعاليمه الجديدة التي جاءت موافقة لميول أمة بدوية تعيش على الفطرة معتمدة على الغزو في معيشتها، ولاقت قبولا حسنا من محمد بن سعود أميرهم، وقد تلقى
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»