البراهين الجلية - السيد محمد حسن القزويني الحائري - الصفحة ٤
(هو محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي، نشأ في بلدة العينية من بلاد نجد، قرأ الفقه على مذهب أحمد بن حنبل، وكان من صغره يتكلم بكلمات لا يعرفها المسلمون، سافر إلى مكة ثم سار إلى المدينة، واشتغل بالدراسة عند الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف، وأظهر الإنكار على الاستغاثة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند قبره، ثم رحل إلى نجد، ثم أتى البصرة يريد الشام، فلما ورد البصرة أحس المسلمون بذلك فأخرجوه منها، فخرج هاربا، وبعد مدة جاء إلى بلدة حريملة من نجد، وكان أبوه في تلك البلدة، فجعل ينكر على مسلمي أهل نجد عقائدهم، فنهاه أبوه فلم يمتنع حتى مات أبوه فتجرأ على إظهار عقائده والإنكار على المسلمين، وتبعه حثالة من الناس، إلى أن ضج الناس، وهموا بقتله، فخرج قاصدا العينية، ورئيسها يومذاك عثمان بن أحمد بن معمر، فأطمعه ابن عبد الوهاب في ملوكية نجد فساعده عثمان فتظاهر الرجل بنواياه، وهدم قبر زيد بن الخطاب، فعظم أمره، وبلغ الخبر إلى صاحب الأحساء والقطيف سليمان بن محمد بن عزيز، فأرسل سليمان كتابا إلى عثمان يأمره بقتل الرجل، فلما ورد الكتاب إلى عثمان أرسل إلى محمد بن عبد الوهاب وأخبره وأمره بالخروج من البلدة، فخرج الرجل إلى الدرعية وذلك سنة 1160.
الدرعية هو المكان الذي خرج منه مسيلمة الكذاب، وأظهر الفساد، وكان صاحبها محمد بن سعود من قبيلة عنيزة (أحد أجداد الأسرة السعودية) فتوسل الرجل بامرأة الحاكم إليه، وأطعمه في العز والغلبة على بلاد نجد، فبايعه محمد بن سعود على سفك دماء المسلمين - يسميه الجهاد في سبيل الله - وجعل ابن سعود يحز لنصرته الجيوش، ويألب لترويج طريقته العساكر حتى استقام أمره، فكتب إلى رؤساء بلاد نجد وقضاتها يطلب منهم الطاعة
(٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»