الإمام المهدي عليه السلام - السيد علي الميلاني - ج ١ - الصفحة ١٢
إذن، لا بد من أن يكون الإمام الذي تجب معرفته إمام حق، وإماما شرعيا، فحينئذ، على الإنسان أن يعتقد بإمامة هذا الشخص، ويجعله حجة بينه وبين ربه، وهذا واجب، بحيث لو أنه لم يعتقد بإمامته ومات، يكون موته موت جاهلية، وبعبارة أخرى: " فليمت إن شاء يهوديا وإن شاء نصرانيا ".
وذكر المؤرخون: أن عبد الله بن عمر، الذي امتنع من بيعة أمير المؤمنين سلام الله عليه، طرق على الحجاج بابه ليلا ليبايعه لعبد الملك، كي لا يبيت تلك الليلة بلا إمام، وكان قصده من ذلك هو العمل بهذا الحديث كما قال، فقد طرق باب الحجاج ودخل عليه في تلك الليلة وطلب منه أن يبايعه قائلا: سمعت رسول الله يقول: " من مات ولا إمام له مات ميتة جاهلية "، لكن الحجاج احتقر عبد الله بن عمر، ومد رجله وقال: بايع رجلي، فبايع عبد الله بن عمر الحجاج بهذه الطريقة . وطبيعي أن من يأبى عن البيعة لمثل أمير المؤمنين (عليه السلام) يبتلي في يوم من الأيام بالبيعة لمثل الحجاج وبهذا الشكل.
وكتبوا بترجمة عبد الله بن عمر، وفي قضاياه الحرة، بالذات، تلك الواقعة التي أباح فيها يزيد بن معاوية المدينة المنورة ثلاثة أيام، أباحها لجيوشه يفعلون ما يشاؤون، وأنتم تعلون ما كان وما حدث في تلك الواقعة، حيث قتل عشرات الآلاف من الناس، والمئات من الصحابة والتابعين، وافتضت الأبكار، وولدت النساء بالمئات من غير زوج.
في هذه الواقعة أتى عبد الله بن عمر إلى عبد الله بن مطيع، فقال عبد الله ابن مطيع: اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة، فقال: إني لم آتك لكي
(١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 ... » »»
الفهرست