الأرائج المسكية في تفضيل البضعة الزكية - السيد حسن آل المجدد الشيرازي - الصفحة ٢٢
أظلته السماء.
ومنها: قوله تبارك وتعالى في آية المودة: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) وقد روى الجمهور أنه لما نزلت هذه الآية قالوا: يا رسول الله، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم: علي وفاطمة وابناهما (1).
ومنها: قوله عز من قائل في آيات الأبرار: (إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا * عينا يشرب بها عباد الله يفجرونها تفجيرا) إلى آخر السورة، وقد أجمعنا على نزولها في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، ورواه الواحدي في البسيط والثعلبي في تفسيره وأبو المؤيد موفق بن أحمد في كتاب الفضائل وغير واحد من الحفظة وأهل الضبط عن ابن عباس رضي الله عنه، وفيها من الدلالة على فضل هؤلاء عليهم السلام ما لا يخفى، وقد أبان سيدنا الإمام شرف الدين العاملي رضي الله عنه طرفا من ذلك في الكلمة الغراء فمن شاء فليرجع إليها وليقف على كلمة الفصل فيها، والله الموفق.
وأما السنة الثابتة في تفضيلها عليها السلام فهي كثيرة لا تحصى، ووفيرة لا تستقصى، فلنورد منها هنا طرفا مما ظفرنا به، والله المستعان.
أخرج الشيخان في صحيحيهما (2) عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:

(١) أخرجه أحمد والطبراني والحاكم وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنه، وأخرجه عنه أيضا ابن المنذر وابن مردويه والمقريزي والبغوي والثعلبي في تفاسيرهم والسيوطي في الدر المنثور وأبو نعيم في حلية الأولياء والحمويني في فرائد السمطين وغيرهم من المحدثين والمفسرين، وراجع الرسالة المكية للسيد كاظم الرشتي، فقد بسط فيها الكلام على الآية الشريفة.
(٢) صحيح البخاري ٨ / ٧٩ - كتاب الاستئذان - باب من ناجى بين يدي الناس، و ٤ / ٢٤٧ - ٢٤٨ - كتاب بدء الخلق - باب علامات النبوة، صحيح مسلم ٤ / ١٩٠٤ - ١٩٠٥ ح ٩٨ - كتاب فضائل الصحابة - باب فضائل فاطمة عليها السلام.
وراجع: مسند أحمد ٦ / ٢٨٢، وطبقات الصحابة ٢ / ٤٠، وأسد الغابة بترجمة فاطمة عليها السلام، والخصائص - للنسائي -: ٣٤، ومسند أبي داود الطيالسي ج 6 في أحاديث النساء، وحلية الأولياء 2 / 29، ومشكل الآثار 1 / 48 و 49، وفضائل الخمسة 3 / 169 - 171.
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»