والمنطقة التي يوجد فيها القبر صعبة العبور محاطة بجبال وعرة بعيدة عن الطرق الرئيسية ويصعب الوصول إليها حتى في زماننا هذا وقد تكاد تكون المنطقة الأكثر أمانا لمن رام الاختفاء والابتعاد عن العيون. ولو رجعنا إلى ظروف الإرهاب التي مرت أيام الإمامين الباقر والصادق عليهما السلام وما آل إليه مصير بني علي عليهم السلام من جراء ظلم السلاطين وملاحقتهم حتى ألجأوهم إلى الهرب و الاختفاء لرأينا أن مثل هذه المناطق هي مظان تواجدهم مع العلم أن المنطقة المشار إليها هي ضمن الجبال المتاخمة للصحراء العراقية حيث تكون المحطة الآمنة الأولى للقادم من تلك الجهات ويؤيد هذا الظن ما قرأت منذ سنوات طويلة عن حياة السيد إبراهيم ابن الإمام محمد الباقر (ع) في كتاب قديم لم اظفر به أيام كتابتي لهذه الترجمة وهي " أنه هاجر من المدينة المنورة صوب العراق وتوجه إلى الجبال عن طريق واسط ".
وبجوار ضريح السيد إبراهيم وفي رواقه دهليز ضيق يؤدي إلى غرفة صغيرة فيها قبر مستقل يقال إنه قبر السيدة زينب بنت الإمام الباقر (ع) كانت قد هاجرت مع أخيها السيد إبراهيم. ولقد قرأت لمحة عن قصة هجرتها مع أخيها في بعض كتب الأنساب القديمة لم يحضرني الآن اسمه وقد أردت بهذه الإشارة أن أنبه على أن ادعاء وجود قبر لزينب بنت الإمام الباقر (ع) إلى جوار قبر أخيها السيد إبراهيم ليس هو صرف ادعاء بل ربما كان له أساس. وربما يظهر الأمر غريبا لأول وهلة لمن راجع كتب النسب والتراجم فإنهم يذكرون أن زينب بنت الإمام الباقر (ع) كانت عند عبيد الله بن الحسين بن علي