نظرة في كتاب الفصل في الملل - الشيخ الأميني - الصفحة ٩٩
الواعظ، وقد جلس بالتاجية مدرسة بباب برز محلة ببغداد، وكان بعد العصر، وذكر حديث رد الشمس لعلي (عليه السلام)، وطرزه بعبارته ونمقه بألفاظه، ثم ذكر فضائل أهل البيت (عليهم السلام)، فنشأت سحابة غطت الشمس حتى ظن الناس أنها قد غابت، فقام أبو منصور على المنبر قائما وأومأ إلى الشمس وأنشد:
لا تغربي يا شمس حتى ينتهي مدحي لآل المصطفى ولنجله واثني عنانك إن أردت ثناءهم أنسيت إن كان الوقوف لأجله؟!
إن كان للمولى وقوفك فليكن هذا الوقوف لخيله ولرجله قالوا: فانجاب السحاب عن الشمس وطلعت.
قال الأميني: حكى ابن النجار نحو هذه القضية لأبي الوفاء عبيد الله بن هبة الله القزويني الحنفي الواعظ المتوفى 585 ه‍ قال: أنشدني أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله بن هبة الله القزويني بأصبهان، أنشدني والدي ببغداد على المنبر في المدرسة الناجية مرتجلا لنفسه وقد دانت الشمس للغروب، وكان ساعتئذ شرع في مناقب علي (رضي الله عنه):
لا تعجلي يا شمس حتى ينتهي مدحي لفضل المرتضى ولنجله
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»