السجود على التربة الحسينية - الشيخ الأميني - الصفحة ٥٨
وتربتها ومن حل بها ومن دفن فيها، إنما هي لاعتبار ما فيها من الإضافة والنسبة إلى الله تعالى، وكونها عاصمة عرش نبيه الأعظم صاحب الرسالة الخاتمة صلى الله عليه وآله وسلم.
وهذا الاعتبار وقانون الإضافة كما لا يخص بالشرع فحسب، بل هو أمر طبيعي أقر الإسلام الجري عليه، كذلك لا ينحصر هو بمفاضلة الأراضي، وإنما هو أصل مطرد في باب المفاضلة في مواضيعها العامة من الأنبياء والرسل والأوصياء، والأولياء، والصديقين، والشهداء، وأفراد المؤمنين وأصنافهم، إلى كل ما يتصور له فضل على غيره لدى الإسلام المقدس. بل هذا الأصل هو محور دائرة الوجود، وبه قوام كل شئ، وإليه تنتهي الرغبات في الأمور، ومنه تتولد الصلات والمحبات، والعلائق والروابط لعدة عوامل البغض والعداء والشحناء والضغائن.
وهو أصل خلاف وشقاق ونفاق، كما أنه أساس كل وحدة واتحاد وتسالم ووئام وسلام. وعليه تبنى سروح الكليات، وتتمهد المعاهد الاجتماعية، وفي أثره تشكل
(٥٨)
مفاتيح البحث: الشهادة (1)، الدفن (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 ... » »»