إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب - الشيخ علي اليزدي الحائري - ج ١ - الصفحة ٣٢٥
ثم خرج عقيد فقال: يا سيدي قد كفن أخوك فقم للصلاة عليه فدخل جعفر بن علي والشيعة من حوله يقدمهم السمان والحسن بن قتيل المعتصم المعروف بسلمة، فلما صرنا بالدار إذا نحن بالحسن بن علي (عليه السلام) مكفنا فتقدم جعفر بن علي ليصلي على أخيه، فلما هم بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة، بشعره قطط، بأسنانه تفليج فجذب رداء جعفر بن علي وقال: تأخر يا عم فأنا أحق بالصلاة على أبي، فتأخر جعفر وقد أربد وجهه، فتقدم الصبي فصلى عليه ودفن إلى جانب قبر أبيه ثم قال: يا بصري هات جوابات الكتب التي معك.
فدفعتها إليه وقلت في نفسي: هذه اثنتان بقي الهميان، ثم خرجت إلى جعفر بن علي وهو يزفر، فقال له الحاجز الوشا: يا سيدي من الصبي لنقيم عليه الحجة؟ فقال: والله ما رأيته ولا عرفته، فنحن جلوس إذ قدم نفر من قم فسألوا عن الحسن بن علي (عليه السلام) فعرفوا موته فقالوا:
فمن؟ فأشار الناس إلى جعفر بن علي فسلموا عليه وعزوه وهنأوه وقالوا: معنا كتب ومال فتقول ممن الكتب وكم المال، فقام ينفذ أثوابه ويقول: يريدون منا أن نعلم الغيب.
قال: فخرج الخادم فقال: معكم كتب فلان وفلان وهميان فيه ألف دينار وعشر دنانير منها مطلسة، فدفعوا الكتب والمال وقالوا: الذي وجه بك لأجل ذلك هو الإمام، فدخل جعفر بن علي على المعتمد وكشف له ذلك فوجه المعتمد خدمه، فقبضوا على صيقل الجارية وطالبوها بالصبي فأنكرته وادعت حملا بها لتغطي على حال الصبي، فسلمت على ابن أبي الشوارب وبلغتهم موت عبيد الله بن يحيى بن خاقان فجأة، وخروج صاحب الزنج بالبصرة، فشغلوا بذلك عن الجارية فخرجت عن أيديهم، والحمد لله رب العالمين (1).
السادس: ممن رآه في غيبته الصغرى: وفي كشف الغمة عن رشيق حاجب المادري (2):
بعث إلينا المعتضد وأمرنا أن نركب ونحن ثلاثة نفر ونخرج مخفين السروج ونجنب أخرى (3) وقال: الحقوا بسامراء واكبسوا دار الحسن بن علي فإنه توفي، ومن رأيتم في داره فأتوني برأسه، فكبسنا الدار كما أمرنا فوجدناها دارا سرية كأن الأيدي رفعت عنها في ذلك

١ - كمال الدين: ٤٧٥، وتبصرة الولي: ٧٧٦ ح ٤١.
٢ - في المصدر: المادرائي.
٣ - فرج المهموم: مخفين على السرج وبحيث لا نزي، وفي المصدر: محفين على السروج ونجنب أخرى.
(٣٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 ... » »»