أبي بكر محمد (1) بن موسى بن مردويه بن فورك الإصبهاني، حدثني عبد الله بن محمد بن يزيد، حدثني محمد بن أبي يعلى، حدثني إسحاق بن إبراهيم بن شاذان، حدثني زكريا بن الحسين (2) أبو علي الخزاز البصري، حدثني مندل بن علي، عن الأعمش، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) في بيته فغدا عليه علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - بالغداة وكان يحب أن لا يسبقه إليه أحد، فدخل فإذا النبي في صحن البيت فإذا (3) رأسه في حجر دحية بن خليفة الكلبي، فقال: السلام عليك كيف أصبح رسول الله؟ قال: " بخير يا أخا رسول الله " فقال (4) علي: " جزاك الله عنا أهل البيت خيرا "، قال له دحية: إني أحبك، وإن لك عندي مدحة أزفها إليك، أنت أمير المؤمنين، وقائد الغر المحجلين، أنت سيد ولد آدم يوم القيامة ما خلا النبيين والمرسلين ولواء الحمد بيدك يوم القيامة تزف أنت وشيعتك يوم القيامة مع محمد وحزبه إلى الجنة زفافا، قد أفلح من تولاك وخسر من تخلاك (5)، محب محمد محبوك، ومبغضوك لن تنالهم شفاعة محمد، أدن مني صفوة الله فأخذ رأس النبي فوضعه في حجره (6) فقال النبي: " ما هذه الهمهمة "؟ فأخبره علي (عليه السلام) بما جرى فقال: " يا علي لم يكن دحية ولكن كان جبرئيل (7) سماك باسم سماك الله به فهو الذي ألقى محبتك في صدور المؤمنين ورهبتك في صدور الكافرين " (8).
قلت: وروي الحديث السابق من طريق العامة - أيضا - إبراهيم بن محمد الحمويني من أعيانهم قال: أخبرنا العدل الصالح رشيد الدين محمد بن عمر بن أبي القسم المقري بقرائتي عليه ببغداد إجازة بروايته، عن شيخ الإسلام شهاب الدين عمر بن محمد بن عبد الله السهروردي - رضي الله عنه - قال: نبأنا محمد بن عبد الباقي بن سلمان (9) سماعا، أنبأنا أحمد بن عبد الله (10) قال: نبأنا محمد ابن أحمد بن علي، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون، حدثنا علي بن محمد بن عابس، عن الحرث بن حصيرة، عن القاسم (11) ابن جندب عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " يا أنس اسكب لي وضوءا "، ثم قام فصلى ركعتين ثم قال: