أبغضهم فهو منافق، هم حجج الله في خلقه وأعلامه في بريته " (1).
الخامس عشر: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن الحسن القطان، وعلي بن أحمد بن محمد الدقاق، وعلي بن عبد الله الوراق، وعبد الله بن محمد الصائغ، ومحمد بن أحمد الشيباني - رضي الله عنهم - قالوا، حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا عبد الله بن أبي الهذيل: وسألته عن الإمامة فيمن تجب؟ وما علامات من تجب له الإمامة؟ فقال لي: إن الدليل على ذلك، والحجة على المؤمنين، والقائم في أمور المسلمين، والناطق بالقرآن، والعالم بالأحكام، أخو نبي الله (صلى الله عليه وآله)، وخليفته على أمته، ووصيه عليهم، ووليه الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى، المفروض الطاعة بقول الله عز وجل: * (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) * (2) وقال جل ذكره:
* (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون) * (3) المدعو إليه بالولاية، المثبت له بالإمامة يوم غدير خم بقول الرسول (صلى الله عليه وآله) عن الله عز وجل: " ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وأعن من أعانه، ذاك علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وأفضل الوصيين، وخير الخلق أجمعين بعد رسول رب العالمين، وبعده الحسن، ثم الحسين سبطا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ابنا خيرة النسوان، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم جعفر بن محمد، ثم موسى بن جعفر، ثم علي بن موسى، ثم محمد بن علي، ثم علي بن محمد، ثم الحسن بن علي، ثم محمد بن الحسن صلوات الله عليهم، إلى يومنا هذا واحدا بعد واحد، إنهم عترة الرسول (صلى الله عليه وآله) معروفون بالوصية والإمامة في كل عصر وزمان، وكل وقت وأوان، وإنهم العروة الوثقى وأئمة الهدى، والحجة على أهل الدنيا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وإن كل من خالفهم ضال مضل تارك للحق والهدى، وإنهم المعبرون عن القرآن، والناطقون عن الرسول (صلى الله عليه وآله) بالبيان، وإن من مات ولا يعرفهم مات ميتة جاهلية، وإن فيهم الورع والعفة والصدق والصلاح والاجتهاد، وأداء الأمانة إلى البر والفاجر، وطول السجود وقيام الليل، واجتناب المحارم، وانتظار الفرج بالصبر وحسن الصحبة، وحسن الجواب " (4).
ثم قال تميم بن بهلول: حدثني أبو معاوية، عن الأعمش، عن جعفر بن محمد (عليهما السلام) في الإمامة