ومن السدرة إلى حجب النور ناداني ربي جل جلاله يا محمد أنت عبدي وأنا ربك فلي فاخضع، وإياي فاعبد، وعلي فتوكل، وبي فثق، فإني قد رضيت بك عبدا وحبيبا ورسولا ونبيا، وبأخيك خليفة وبابا، فهو حجتي على عبادي، وإمام خلقي، وبه يعرف أوليائي من أعدائي وبه يميز حزب الشيطان من حزبي، وبه يقام ديني وتحفظ حدودي، وتنفذ أحكامي وبك وبه وبالأئمة من ولده أرحم عبادي وإمائي وبالقائم منكم يعمر أرضي (1) بتسبيحي وتقديسي (2) وتكبيري وتمجيدي وبه أطهر الأرض من أعدائي وأورثها أوليائي، وبه أجعل كلمة الذين كفروا (3) السفلى وكلمتي هي العليا، وبه أحيي عبادي وبلادي بعلمي وله (به) أظهر الكنوز والذخائر بمشيتي، وإياه أظهر على الأسرار والضمائر بإرادتي، وأمده بملائكتي لتؤيده على إنفاذ أمري وإعلان ديني، ذلك وليي حقا، ومهدي عبادي صدقا " (4).
الثالث عشر: ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن يحيى المكتب قال: حدثنا أحمد بن محمد الوراق قال: حدثنا بشر بن سعيد بن قيلويه المعدل بالمرافقة قال: حدثنا عبد الجبار بن كثير التميمي اليماني عن محمد بن حرب أمير المدينة قال: سمعت جعفر بن محمد (عليهما السلام) (5) قال: قال علي (عليه السلام): " أنا من أحمد كالضوء من الضوء أما علمت أن محمدا وعليا صلوات الله عليهما كانا نورا بين يدي الله عز وجل قبل خلق الخلق بألفي عام وأن الملائكة لما رأت ذلك النور رأت له أصلا قد انشعب منه شعاع لامع، فقالوا: إلهنا وسيدنا ما هذا النور؟ فأوحى الله عز وجل إليهم: هذا نور من نوري أصله نبوة وفرعه إمامة، أما النبوة فلمحمد عبدي ورسولي، وأما الإمامة فلعلي حجتي ووليي ولولاهما ما خلقت خلقي " (6).
الرابع عشر: ابن بابويه قال: أخبرنا أبو المفضل الشيباني قال: حدثني أبو القاسم أحمد بن عامر، عن سليمان الطائي ببغداد قال: حدثنا محمد بن عمران الكوفي عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن صفوان بن يحيى، عن إسحاق بن عمار، عن جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أخيه الحسن بن علي (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " الأئمة بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل، وحواري عيسى، من أحبهم فهو مؤمن، ومن