الآخر بما يتعلق بعين ذلك الشئ ليتمشى به مذهبه ومعتقده ونعوذ بالله من هذه العقايد الفاسدة ثم ما ذكره أن أهل السنة لم ينقلوا عن أئمة الشيعة منقصة ولا رذيلة ولا معصية البتة فجوابه أن نقول أيها الجاهل الضال العاصي الشيعة ينسبون أنفسهم إلى الأئمة الاثني عشر أترى أئمة أهل السنة والجماعة أيها الجاهل الضال العامي الشيعة ينسبون أنفسهم إلى الأئمة الاثني عشر أترى أئمة أهل السنة يقدحون في أهل بيت النبوة والولاية أتراهم يا أعمى القلب أنهم يفترون مثلك ومثل أضرابك على الأئمة ويفترون المطاعن والمثالب مما لم يصح به خبر بل ظاهر عليه آثار الوضع والبطلان ولا كظهور البدر ليلة الأضحيان ثم ما ذكر أنهم التجأوا في التقليد إلى قوم رووا عنهم كل رذيلة ونسبوهم إلى مخالفة الشريعة فجوابه أنهم لم يرووا ممن تقلدونه رذيلة أصلا بل هو يفتري الكذب عليهم ومن ههنا يريد أن يشرع في مطاعن الخلفاء ويبدأ بأبي بكر الصديق ونحن نقول له أنت لا تروي شيئا يعتد به إلا من صحاحنا وها نحن قبل شروعك في مطاعن أبي بكر الصديق نذكر شيئا يسيرا من فضايله المذكورة في صحاحنا وصحاحنا ليس ككتب الشيعة التي اشتهر عند السنة أنها من موضوعات يهودي كان يريد تخريب بناء الإسلام فعملها وجعلها وديعة عند الإمام جعفر الصادق (ع) فلما توفي (ع) حسب الناس أنه من كلامه والله أعلم بحقيقة هذا الكلام وهذا من المشهورات ومع هذا لا ثقة لأهل السنة بالمشهورات بل لا بد من الإسناد الصحيح حتى يصح الرواية وأما صحاحنا فقد اتفق العلماء أن كل ما عد من الصحاح سوى التعليقات في الصحاح الستة لو حلف الطلاق أنه من قول رسول الله (ص) ومن فعله وتقريره لم يقع الطلاق ولم تحنث وها نحن نشرع في بعض فضايل الصديق إظهارا للحق الحقيق بالتحقيق فنقول أول خلفاء الإسلام أبو بكر عبد الله بن أبي قحافة من أولاد تيم بن مرة ونسبه يتصل برسول الله (ص) في مرة كان له ولدان تيم وكلاب فالكلاب ه أبو قصي والقصي جد رسول الله (ص) وتيم هو جد أبي بكر الصديق وكان أبو بكر الصديق قبل البعثة من أكابر قريش وأشرافها وصناديدها وكان قاضيا حكما بينهم وكان صاحب أموال كثيرة حتى اتفق جميع أرباب التواريخ أنه لم يبلغ مال قريش مبلغ مال أبي بكر وكان رسول الله (ص) يصادقه ويحييه ويجلس في دكانه وهو كان يحب رسول الله (ص) محبة شديدة لا يفارقه ليلا ونهارا وكان يعين رسول الله (ص) بماله وأسبابه فلما بعث رسول الله (ص) كان لا يظهر أخبار نبوته في أول الأمر على الناس فذكر لأبي بكر فصدقه وقال رسول الله (ص) ما دعوت أحدا إلى الإسلام إلا أظهر تردده ما خلا أبي بكر كما قال فأخذ أبو بكر يدعو الناس إلى رسول الله (ص) فآخر ذلك اليوم الذي أسلم أتى بعيون أشراف قبايل قريش مما كانوا يصادقونه في مكة وهم عثمان بن عفان من عيون بني أمية وسعد بن أبي وقاص من أشراف بني زهرة وطلحة بن عبيد الله من أشراف تيم والزبير بن عوام من أشراف بني أسد بن عبد العزى وغيرهم من الأشراف فبايعوا رسول الله (ص) على الإسلام ثم أخذ في الدعوة ولا يقدم رسول الله (ص) على أمر إلا بمشاورته وهو يدعو الناس وكان عاقلا لبيبا مدبرا مقبول القول وكان يبذل ماله في إعانة المسلمين وفي تشهير الإسلام وروى في الصحيح أن رسول الله (ص) قال أن من آمن الناس على في صحبته وماله أبو بكر ولو كنت متخذا خليلا من أمتي لاتخذت أبا بكر ولكن أخوة الإسلام ومودته لا تبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر وفيه أيضا عن عبد الله بن مسعود عن النبي (ص) أنه قال لو كنت متخذ خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ولكنه أخي وصاحبي وقد اتخذ الله صاحبكم خليلا وفي الصحاح عن أبي هريرة قال قال رسول الله (ص) ما لأحد عندنا يد إلا قد كافيناه ما خلا أبا بكر فإن له عندنا يد يكافيه الله يوم القيامة وما نفعني مال أحد قط ما نفعني ما أبي بكر ولو كنت متخذ خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ألا وإن صاحبكم خليل الله ثم لما أخذ الكفار في إيذاء المسلمين وتعذيبهم قام أبو بكر بأعباء أذية القريش وإعانة المعذبين والذب عن رسول الله (ص) بما هو مشتهر معلوم لا يحتاج إلى بيانه وكان يشتري المعذبين من الكفار واشترى بلال بن أبي رباح وفدى غيره من الصحابة وابتلى بلا حسنا لا يكون فوقها مرتبة حتى جاء وقت الهجرة فصاحب رسول الله (ص) في الغار وأنزل الله تعالى فيه ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن وأثنى الله عليه في كتابه العزيز في مواضع عديدة مما يطول ذكرها ولولا أن الكتاب غير موضوع لذكر التفاصيل لفصلنا؟؟؟
في عشر مجلدات ثم بعد الهجرة أقام بحفظ الدين والجهاد ولم يقدر أحد من الشيعة أن يدعي أن رسول الله (ص) غزا غزوة وتخلف عنه أبو بكر (رض) حتى توفي وإجماع الأمة على أن رسول الله (ص) كان يقدمه على أصحابه ويفضله عليهم وهو لم يفارق رسول الله (ص) قط في غزاة ولا سفر ولا فر في غزوة ومن ادعى خلاف ذلك فهو مفتر كذاب مخالف لضرورات الدين ذكر في صحيح البخاري عن محمد بن الحنفية قال قلت لأبي أي الناس خير بعد النبي (ص) قال أبو بكر قلت ثم من قال عمر قال خشيت أن يقول عثمان قلت ثم أنت قال ما أنا إلا رجل من المسلمين انظروا معاشر العقلاء إن أمير المؤمنين علي هكذا يذكر الخلفاء ثم جاء ابن المطهر الأعرابي البوال على عقبه ويضع لهم باب المطاعن قاتله الله من رجل سوء بطاط وأيضا عن عبد الله بن عمر قال كنا في زمن النبي (ص) لا نعدل بأبي بكر أحدا ثم عمر ثم عثمان ثم ننزل أصحاب النبي (ص) لا تفاضل بينهم وفي رواية كنا نحن نقول ورسول الله (ص) حي أفضل أمة النبي (ص) بعده أبو بكر ثم عمر ثم عثمان وفي الصحاح عن ابن عمر عن رسول الله (ص) أنه قال لأبي بكر أنت صاحبي في الغار وصاحبي في الحوض وفيها عنه قال قال رسول الله (ص) أنا أول من ينشق عنه الأرض ثم أبو بكر ثم عمر ثم يأتي أهل البقيع فيحشرون معي ثم ينتظر أهل مكة حتى يحشر بين الحرمين وفي الصحاح عن أبي هريرة قال قال رسول الله (ص) أتاني جبرئيل (ع) فأخذ بيدي فأراني باب الجنة التي يدخل منه أمتي فقال أبو بكر يا رسول الله (ص) وددته أني كنت معك حتى أنظر إليه فقال رسول الله (ص) أما أنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة من أمتي والأخبار في هذا أكثر من أن يحصى ثم لما قرب وفات رسول الله (ص) جعله في مرضه إماما للناس ليكون تلويحا إلى خلافته وهذا كالمتواتر عند المسلمين ولا يتردد أحد في أن أبا بكر في أيام مرض رسول الله (ص) كان يؤم الناس وفي الصحاح عن عايشة قالت قال رسول الله (ص) في مرضه ادعي لي أبا بكر أباك وأخاك حتى أكتب كتابا فإني أخاف أن يتمنى متمني ويقول قائل أنا أولى ويأبى الله