أعلام الدين في صفات المؤمنين - الديلمي - الصفحة ٩٢
وقال أمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة: " العالم العامل بغير علمه، كالجاهل الحائر الذي لا يستفيق من جهله، بل الحجة عليه أعظم، والحسرة له ألزم، وهو عند الله ألوم " (١).
وقال عليه السلام: " من نصب نفسه للناس إماما، فعليه أن يبدأ بتعليم نفسه قبل تعليم غيره، وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه، فإن معلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم " (٢).
وروى جابر الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " لساعة من عالم يتكئ على فراشه ينظر في علمه، خير من عبادة العابد سبعين عاما ".
وروى أنس بن مالك في فضل قراءة ﴿شهد الله أنه لا إله إلا هو﴾ (3) بما تضمنت من فضيلة العلم والعلماء.
قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: " تعلموا العلم، فإن تعليمه لله حسنة، ومدارسته تسبيح، والبحث عنه جهاد، وتعليمه من لا يعلمه صدقة، وتذكره لأهله قربة لأنه معالم الحلال والحرام، ومنار سبيل الجنة، والأنيس في الوحشة، والصاحب في الغربة، والمحدث في الخلوة، والدليل على السراء والضراء، والسلاح على الأعداء، والقربة عند الغرباء، فيرفع الله به أقواما، فيجعلهم يقتدى بهم، ويقتص بآثارهم، وينتهى إلى رأيهم، وترغب الملائكة في خلتهم، وبأجنحتها تمسحهم، وفي صلاتهم تستغفر لهم، كل رطب ويابس يستغفر لهم، حتى حيتان البحار وهوامها، وسباع الأرض وأنعامها، والسماء ونجومها.
ألا وإن العلم حياة القلوب، ونور الأبصار، وقوة الأبدان، يبلغ بالعبد منازل الأحرار، ومجالس الملوك، والذكر فيه يعدل بالصيام، ومدارسته بالقيام، وبه يعرف الحلال والحرام، وبه توصل الأرحام، وهو أمام العمل، يلهمه الله السعداء، ويحرمه الأشقياء ".
وهذا الحديث - أيضا - فيه زيادة عن الحديث الذي يروى عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام، ولهذا كررناه.

١ - نهج البلاغة ١: ٢١٥ / ذيل خطبة ١٠٦.
٢ - نهج البلاغة ٣: ١٦٦ / ٧٣.
٣ - آل عمران ٣: 18.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»