المسائل العشر في الغيبة - الشيخ المفيد - الصفحة ٥٥
وما كان من ستر أمه حملها وإخفاء ولادتها لكيخسرو (1)، وأمه (2) هذه المسماة بوسفا فريد (3) بنت فراسياب (4) ملك الترك، فخفي أمره مع الجد (5) كان من كيقاوس - جده الملك الأعظم (6) - في البحث عن أمره والطلب له، فلم يظفر بذلك حينا طويلا.
والخبر بأمره مشهور، وسبب ستره وإخفاء شخصه معروف، قد ذكره علماء الفرس (7)، وأثبته محمد بن جرير الطبري (8) في كتابه التاريخ (9).

(١) س. ط: للكيخسرو.
(٢) في النسخ: أو أمه، والظاهر ما أثبتناه، لتعارف كثير من المستنسخين على أن يضعوا ألفا بعد الواو دائما.
(٣) ر. ع. ل: يوسفارند، س: يوسفافريد، والمثبت من ط والمصدر.
وفي المصادر الفارسية: فرانكيس أو فرانكيز.
(٤) س. ط: افراسياب.
وكذا في المصادر الفارسية.
(٥) أي: الاجتهاد، ويحتمل أن تكون العبارة هكذا: مع الجد وما كان من...
(٦) ع: له أعظم.
(٧) ذكر الخبر ومصادره علي أكبر دهخدا في كتابه لغتنامه ٢٩ / ٧٤٤ حرف السين، و ٣٨ / ٤٥٧ حرف الكاف، و ٣٥ / ٢٠٠ حرف الفاء، و ٢٢ / ٥٣٥ حرف الخاء.
(٨) أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، المؤرخ، عامي، ولد بآمل طبرستان سنة ٢٢٤ وتوفي سنة ٣١٠ ببغداد، له مؤلفات كثيرة منها التفسير الكبير وكتاب طرق حديث الغدير الذي قال الذهبي: إني وقفت عليه فاندهشت لكثرة طرقه.
وأما كتابه التاريخ (تاريخ الأمم والملوك) فهو من أحسن كتب التاريخ، جمع فيه أنواع الأخبار وروى فنون الآثار واشتمل على صنوف العلم.
النجاشي: ٣٢٢ رقم ٨٧٩، الكنى والألقاب ١: ٢٣٦ - 237.
(9) تاريخ الأمم والملوك (تاريخ الطبري) 1 / 504 - 509.
وملخص القصة: أنه ولد لكيقاوس ابن، لم ير مثله في عصره في جماله وكماله وتمام خلقه، فسماه أبوه سياوخش... ورباه أحسن تربية إلى أن كبر، وكان كيقاوس تزوج ابنة فراسياب ملك الترك، وكانت ساحرة، فهويت ابن زوجها سياوخش ودعته إلى نفسها، وأنه امتنع عليها، فلما رأت امتناعه عليها حاولت إفساده على أبيه، فتغير كيقاوس على ابنه، وتوجه سياوخش لحرب فراسياب - لسبب منع فراسياب بعض ما كان ضمن لكيقاوس عند إنكاحه ابنته إياه - مريدا بذلك البعد عن والده والتنحي عما تكيده به زوجة والده، فلما صار سياوخش إلى فراسياب جرى بينهما صلح، وكتب بذلك سياوخش إلى أبيه يعلمه ما جرى بينه وبين فراسياب من الصلح، فكتب إليه والده بمناهضة فراسياب ومناجزته الحرب، فرأى سياوخش أن في فعله ما كتب به إليه أبوه عارا عليه، فامتنع من إنفاذ أمر أبيه وأرسل فراسياب في أخذ الأمان لنفسه منه، فأجابه فراسياب، فلما صار سياوخش إلى فراسياب بوأه وأكرمه وزوجه ابنة له يقال لها وسفافريد ثم لم يزل له مكرما حتى ظهر له أدب سياوخش وعقله وكماله ما أشفق على ملكه منه وسعى على سياوخش إلى فراسياب ابنين لفراسياب وأخ، حتى قتل فراسياب سياوخش ومثل به، وامرأته - ابنة فراسياب - حامل منه، فطلبوا الحيلة لإسقاطها ما في بطنها فلم يسقط، فوضعوها تحت رقابة فيران إلى أن تضع ليقتل الطفل، فلما وضعت فراسياب حملها: كيخسرو، رق فيران لها وللمولود، فترك قتله وستر أمره حتى بلغ المولود فوجه كيقاوس إلى بلاد الترك بي ليبحث عن المولود ليأتي به إليه مع أمه، وإن بي لم يزل يفحص عن أمر ذلك المولود متنكرا حينا من الزمان فلا يعرف له خبرا ولا يدله عليه أحد ثم وقف بعد ذلك على خبره، فاحتال فيه وفي أمه حتى أخرجهما من أرض الترك إلى كيقاوس....
إلى آخر القصة، وهي طويلة جدا اقتصرنا على محل الشاهد منها، من أرادها فليراجعها.
وللتفصيل راجع مروج الذهب 1: 250.
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 50 51 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»