مختصر أخبار شعراء الشيعة - المرزباني الخراساني - الصفحة ٤٩
فتح مرج عذراء (1) وشهد مع علي (عليه السلام) الجمل وصفين، وهو من العباد الثقات المعروفين وروى عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) (2).
تكلم زياد بن أبيه يوما على المنبر فقال: إن من حق أمير المؤمنين، أعادها مرارا فقال حجر: كذبت ليس كذلك، فسكت زياد ساعة ثم أخذ في كلامه حتى غاب عنه ما جرى، فقال: إن من حق أمير المؤمنين، فأخذ حجر كفا من الحصى فحصبه فقال: كذبت عليه لعنة الله، فانحدر زياد عن المنبر ودخل دار الإمارة وانصرف حجر، فبعث إليه زياد الخيل والرجل فقالوا: أجب فقال: إني والله ما أنا بالذي يخاف ولا آتيه أخافه على نفسي.
وقال ابن سيرين: لو مال لمال أهل الكوفة معه، غير أنه كان رجلا ورعا وأبى زياد أن يرفع عنه الخيل والرجل، حتى سلسله وأنفذه في أناس من أصحابه وكانوا ثلاثة عشر إلى معاوية (3).
فلما سار حجر أتبعه زياد بريدا فقال: اركض إلى معاوية وقل له: إن كان لك في سلطانك حاجة فاكفني حجرا، فلما قدم حجر عليه قال: السلام عليك يا أمير المؤمنين. قال:
وأمير المؤمنين أنا وجعل يكرر ذلك، وأمر بإخراج حجر وأصحابه إلى عذراء وقتلهم هناك، فلما خرجوا إليها أصابته جنابة فقال لصاحبه: أعطني من الماء شرابي اليوم وغدا أتطهر به ولا أطلب منك شيئا، قال: أخاف أن تموت عطشا فيقول معاوية: أنت قتلته، قال: فبنى حجر حجارا ودعا الله فأسكبت سحابة فصبت من الماء ما أراد فتطهر حجر فقال له بعض أصحابه:
لو دعوت الله أن يخلصنا لفعل فقال حجر: اللهم خر لنا ثلاثا.
ولما قدم حجر عذراء قال: ما هذه القرية؟ فقيل: عذراء. فقال:
الحمد لله أما والله إني لأول مسلم ذكر الله فيها وسجد، وأول مسلم نبح عليه

(1) مرج عذراء: قرية بغوطة دمشق من إقليم خولان. معجم البلدان 6: 130.
(2) شذرات الذهب 1: 57، مرآة الجنان 1: 125.
(3) ابن عساكر 2: 374.
(٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 ... » »»
الفهرست