فقال علي (عليه السلام): أنشدكم بالله تعلمون أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قام خطيبا ثم لم يخطب بعد ذلك فقال: " أيها الناس إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما: كتاب الله عز وجل وأهل بيتي، فإن اللطيف الخبير قد أخبرني وعهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض "، فقالوا: نعم، اللهم قد شهدنا ذلك كله من رسول الله (صلى الله عليه وآله).
فقام اثنا عشر رجلا من الجماعة فقالوا: نشهد أن رسول الله حين خطب في اليوم الذي قبض فيه قام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال:
يا رسول الله لكل أهل بيتك؟ فقال: " لا، ولكن لأوصيائي منهم: علي أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي، وهو أولهم وخيرهم، ثم وصيه بعده ابني هذا وأشار إلى الحسن ثم وصيه ابني هذا وأشار إلى الحسين، ثم وصيه ابني بعده سمي أخي، ثم وصيه بعده سميي، ثم سبعة من ولده واحد بعد واحد حتى يردوا علي الحوض، شهداء الله في أرضه وحججه على خلقه، من أطاعهم أطاع الله، ومن عصاهم عصى الله ".
فقام السبعون البدريون ونحوهم من المهاجرين فقالوا: ذكرتمونا ما كنا نسيناه، نشهد أنا قد كنا سمعنا ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
فانطلق أبو الدرداء وأبو هريرة فحدثا معاوية بكل ما قال علي (عليه السلام) وما استشهد عليه، وما رد عليه الناس وشهدوا به (1).