حريث، وأخذ الناس بالخروج إلى النخيلة، وضبط الجسر فلم يترك أحدا يجوزه (1).
وعقد عبيد الله لحصين بن تميم الطهوي على ألفين ووجهه إلى عمر بن سعد مددا له.
وقدم شمر بن ذي الجوشن الضبابي على عمر بن سعد بما أمره به عبيد الله عشية الخميس لتسع خلون من المحرم سنة إحدى وستين بعد العصر، فنودي في العسكر فركبوا، وحسين جالس أمام بيته محتبيا، فنظر إليهم قد أقبلوا فقال للعباس ابن علي بن أبي طالب: القهم فسلهم ما بدا لهم؟ فسألهم فقالوا: أتانا كتاب الأمير يأمرنا أن نعرض عليك أن تنزل على حكمه أو نناجزك، فقال: انصرفوا عنا العشية حتى ننظر ليلتنا هذه فيما عرضتم، فانصرف عمر.
وجمع حسين أصحابه في ليلة عاشوراء ليلة الجمعة فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي صلى الله عليه وسلم وما أكرمه الله به من النبوة وما أنعم به على أمته، وقال:
إني لا أحسب القوم إلا مقاتلوكم غدا وقد أذنت لكم جميعا فأنتم في حل مني، وهذا الليل قد غشيكم، فمن كانت له منكم قوة فليضم [58 / أ] رجلا من أهل بيتي إليه وتفرقوا في سوادكم، حتى يأتي الله بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا