(كالاغراء في قولك لمن اقبل يتظلم يا مظلوم) قصدا إلى اغرائه وحثه على زيادة التظلم وبث الشكوى لان القبال حاصل (والاختصاص في قولهم انا افعل كذا أيها الرجل) فقولنا أيها الرجل أصله تخصيص المنادى بطلب إقباله عليك ثم جعل مجردا عن طلب الاقبال ونقل إلى تخصيص مدلوله من بين أمثاله بما نسب إليه إذ ليس المراد بأي ووصفه المخاطب بمنادي بل ما دل عليه ضمير المتكلم فأيها مضموم والرجل مرفوع والمجموع في محل النصب على أنه حال.
ولهذا قال (متخصصا) أي مختصا (من بين الرجال) وقد يستعمل صيغة النداء في الاستغاثة نحو " يا لله " والتعجب نحو " يا للماء " والتحسر والتوجع كما في نداء الأطلال والمنازل والمطايا وما أشبه ذلك.
(ثم الخبر قد يقع موقع الانشاء اما للتفاؤل) بلفظ الماضي دلالة على أنه كأنه وقع نحو وفقك لله للتقوى (أو لاظهار الحرص في وقوعه) كما مر في بحث الشرط من أن الطالب إذا عظمت رغبته في شئ ء يكثر تصوره إياه فربما يخيل إليه حاصلا نحو رزقني الله لقاءك (والدعاء بصيغة الماضي من البليغ) كقوله رحمه الله (يحتملهما) أي التفاؤل واظهار الحرص.
واما غير البليغ فهو ذاهل عن هذه الاعتبارات (أو للاحتراز عن صورة الامر) كقول العبد للمولى ينظر المولى إلى ساعة دون انظر لأنه في صورة الامر وان قصد به الدعاء أو الشفاعة (أو لحمل المخاطب على المطلوب بان يكون) المخاطب (ممن لا يحب ان يكذب الطالب) أي ينسب إليه الكذب كقولك لصاحبك الذي لا يحب تكذيبك تأتيني غدا مقام اتيني تحمله بالطف وجه على الاتيان لأنه ان لم يأتك غدا صرت كاذبا من حيث الظاهر لكون كلامك في صورة الخبر.
(تنبيه) الانشاء كالخبر في كثير مما ذكر في الأبواب الخمسة السابقة) يعنى أحوال