شرح شافية ابن الحاجب - رضي الدين الأستراباذي - ج ٤ - الصفحة ١٤٢
فقال جزء: نعم، وفى شواهدنا، قال: وهذا جمع غائب وشاهد من الناس، انتهى.
وأحامي: من الحماية: وهي الحظ، والذمار: بكسر الذال المعجمة، قال صاحب الصحاح: وقولهم " فلان حامى الذمار " أي إذا ذمر (1) وغضب حمى، و " فلان أمنع ذمارا من فلان " ويقال: الذمار: ما وراء الرجل مما يحق عليه أن يحميه، لانهم قالوا: حامى الذمار، كما قالوا: حامى الحقيقة، وسمى ذمارا لأنه يجب على أهله التذمر له، وسميت حقيقة لأنه يحق على أهلها الدفع عنها، " وظل يتذمر على فلان " إذا تنكر له وأوعده.
* * * وأنشد بعده، وهو الشاهد الرابع والسبعون [من الكامل]:
74 - وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهم * خضع الرقاب نواكس الابصار على أن جمع ناكس على نواكس مما هو وصف غالب أصل، وأنه في الشعر شائع حسن، قاله المبرد.
أقول: الذي قاله المبرد في الكامل بعد إنشاد هذا البيت إنما هو " وفى هذا البيت شئ يستطرفه النحويون، وهو أنهم لا يجمعون ما كان من فاعل نعتا على فواعل، لئلا يلتبس بالمؤنث، لا يقولون: ضارب وضوارب، لانهم قالوا:
ضاربة وضوارب، ولم يأت هذا إلا في حرفين: أحدهما فوارس، لان هذا مما لا يستعمل في النساء، فأمنوا إلالتباس، ويقولون في المثل " هو هالك في الهوالك " فأجروه على أصله لكثرة الاستعمال، لأنه مثل، فلما احتاج الفرزدق لضرورة الشعر أجراه على أصله، فقال " نواكس الابصار " ولا يكون

(1) أي: أستثير
(١٤٢)
مفاتيح البحث: الشاعر الفرزدق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 ... » »»