معجم ما استعجم - البكري الأندلسي - ج ٣ - الصفحة ٨٦٥
كاد الهوى بين سلمانين يقتلني * وكاد يقتلني يوما ببيدانا وبالحمى غير أن لم يأتني أجل * وكنت من عدوان البين قرحانا وسلمانان الذي ذكره: جبل من أعظم جبال سواج.
وكانت ضرية في الجاهلية من مياه ضباب، وكانت لذي الجوشن الضبابي، أبي شمر قاتل الحسين بن علي رضي الله عنه، ولعن قاتله أسلم ذو الجوشن عليها، وقال في الجاهلية يعنيها:
دعوت الله إذ سغبت عيالي * ليجعل لي لدى وسط طعاما فأعطاني ضرية خير بئر * تثج الماء والحب التؤاما ووسط الذي ذكر: جبل بينه وبين ضرية ستة أميال، يطأ طريق الحاج للمصعد خيشومة، وطرفه الأيسر عن يمين المصعد، وفي طرفه الذي يلي الطريق خربة تدعوها الحاج الخرابة، وهي في شرقي وسط، وبناحيته اليسرى دارة من دارات الحمى، كريمة منبات واسعة، نحو ثلاثة أميال في ميل. وقنيع المتقدم ذكره في أعلى هذه الدارة، كاد يكون خارجا منها، وهذه الدارة بين وسط وجبل آخر يقال له عسعس، وعسعس: جبل عال (1) مجتمع، عال في السماء، لا يشبهه شئ من جبال الحمى، هيئته كهيئة الرجل، فمن رآه من المصعدين حسب خلقته خلقة رجل قاعد، له رأس ومنكبان، قال الشاعر:
* إلى عسعس ذي المنكبين وذي الرأس " وقال ابن شوذب:
وكان محل فاطمة الروابي * تتمت لم تكن لتحل قاعا

(1) عال: ساقطة من ج.
(٨٦٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 860 861 862 863 864 865 866 867 868 869 870 ... » »»
الفهرست