موسوعة المصطفى والعترة (ع) - الحاج حسين الشاكري - ج ١٠ - الصفحة ٩٢
قال جعفر بن محمد (عليه السلام): علماء شيعتنا مرابطون في الثغر الذي يلي إبليس وعفاريته، يمنعونهم عن الخروج على ضعفاء شيعتنا، وعن أن يتسلط عليهم إبليس وشيعته النواصب، ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرة؛ لأنه يدفع عن أديان محبينا، وذلك يدفع عن أبدانهم.
16 - مناظرة سفيان الثوري وبعض المتصوفة في الزهد:
دخل سفيان الثوري على أبي عبد الله (عليه السلام) فرأى عليه ثيابا بيضا كأنها غرقىء البيض (1) فقال له: إن هذا ليس من لباسك. فقال (عليه السلام) له: اسمع مني وع ما أقول لك فإنه خير لك عاجلا وآجلا إن كنت أنت مت على السنة والحق ولم تمت على بدعة، أخبرك أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان في زمان مقفر جشب (2) فإذا أقبلت الدنيا فأحق أهلها بها أبرارها لا فجارها، ومؤمنوها لا منافقوها، ومسلموها لا كفارها. فما أنكرت يا ثوري، فوالله - إني لمع ما ترى - ما أتى علي مذ عقلت صباح ولا مساء ولله في مالي حق أمرني أن أضعه موضعا إلا وضعته.
فقال: ثم أتاه قوم ممن يظهر التزهد ويدعون الناس أن يكونوا معهم على مثل الذي هم عليه من التقشف، فقالوا: إن صاحبنا حصر من كلامك ولم تحضره حجة.
فقال (عليه السلام) لهم: هاتوا حججكم. فقالوا: إن حججنا من كتاب الله.

(1) غرقئ البيض: القشرة الرقيقة الملتصقة ببياض البيض.
(2) القفر: خلو الأرض من الماء والكلأ.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»