وقبل فمه ووجهه وكالة منا تعظيما له فانا افضل لاني كنت وكيلا من الله في العلل في حديث طويل قال الصادق ان محمدا و عليا صلوات الله عليهما كانا نورا واحدا بين يدي الله عز وجل قبل خلق الخلق بالفي عام وان الملائكة لما رات ذلك النور رات له اصلا وقد تشعب منه شعاع لامع فقالت الهنا وسيدنا ما هذا النور فأوحى الله إليهم هذا نور من نوري اصله نبوة وفرعه امامة اما النبوة فلمحمد عبدي ورسولي واما الامامة فلعلي حجتي وولي ولولاهما ما خلقت خلقي الخبر وروي في المعتبر ان أمير المؤمنين صعد على منبر الكوفة فقال ما معناه المراد بالوالدين في قوله تعالى وبالوالدين احسانا انا ورسول الله فقام إليه رجل من أهل المسجد فقال له يابن أبي طالب سحرت أهل الحجاز واتيت السحر أهل العراق بتأويلات القرآن فرمقه بطرفه فان هو قد صار غرابا ابقع فطار من بين القوم ووقع على حائط والمسجد يزعق والناس ينظرون إليه فقال بعضهم لبعض قد بلغ من سحر ابن أبي طالب انه يمسخ الرجال والله لئن لم تعالجوه بالقتل لصنع بكم ما صنع بصاحبكم وكان عدة القوم ثلاثين الفا فتعاقدوا انه إذا جاء صلوة الجمعة وفرغ من الخطبة ونزل وسجد بنادواليه بسيوفنا كلنا فنضربه بها حتى لا يعرف له قاتل فلما اتى يوم الجمعة تقلدوا بسيوفهم واتوا الى المسجد فلما سجد أمير المؤمنين في الركعة الاولى قبض كل واحد منهم قائمة سيفه ليخرجه من جفنة فما اتى في ايديهم سوى قبضات السيوف فتعجبوا وكان بعض مواليه معهم قال فاتيته في بيته وحكيت لهم كيد القوم وتسويلهم وما جرى عليهم من فقد سيوفهم فقال لي إذا كان غدا فتعال الينا اول النهار فاتيته في الغد فقال لي اخرج الى ظهر الكوفة حتى تبلغ الى موضع كذا وكذا فإذا وصلت إليه ترى قافلة مقبلة يقدمها رجل على بغلة فتقدم إليه وقل ان أمير المؤمنين عليه السلام
(١٨٦)