فاطمة والمفضلات من النساء - عبد اللطيف البغدادي - الصفحة ١٩٧
منها أباك فبعثه برسالته، ثم اطلع إطلاعة فاختار منها بعلك، وأوحى إلي أن أنكحك إياه.
يا فاطمة ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم تعط أحدا قبلنا ولا تعطى أحدا بعدنا، أنا خاتم النبيين وأكرمهم على الله عز وجل وأحب المخلوقين إلى الله وأنا أبوك، ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى الله عز وجل وهو بعلك وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى الله عز وجل وهو حمزة بن عبد المطلب عم أبيك وعم بعلك، ومنا من له جناحان أخضران يطير بهما في الجنة حيث يشاء مع الملائكة وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما - والذي بعثني بالحق - خير منهما.
يا فاطمة والذي بعثني بالحق ان منهما مهدي هذه الأمة إذا صارت الدنيا هرجا ومرجا، وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل، وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيرا ولا صغير يوقر كبيرا، فيبعث الله عز وجل عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة، وقلوبا غلفا يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان، ويملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.
يا فاطمة لا تحزني ولا تبكي فإن الله عز وجل أرحم بك وأرأف عليك مني وذلك لمكانك مني وموضعك من قلبي، وقد زوجك الله زوجك وهو أشرف أهل بيتك وأعظمهم حسبا وأكرمهم منصبا، وأرحمهم بالرعية وأعدلهم بالسوية، وأبصرهم بالقضية، وقد سألت ربي عز وجل أن تكوني أول من يلحقني من أهل بيتي.
(١٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 192 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 ... » »»