للنبي صلى الله عليه وآله من مكة، يوحد المسلمين تحت رايته، وينتصر على الأوربيين، ويدمر المدينة أو المدن العظيمة في الأرض الجديدة..
ويبدو أن " اللوبي " الصهيوني والمخابرات الأمريكية كانتا وراء صناعة هذا الفيلم، وأن هدفهم منه تعبئة الشعب الأمريكي والشعوب الأوربية ضد إيران والمسلمين، باعتبارهم الخطر الذي يهدد الغرب وحضارته، خاصة إذا لاحظنا الإضافة التي زادوها على نبوءة نوستر آداموس، وهي أن أمريكا - بعد هزيمة أوربا على يد الإمام المهدي عليه السلام، وتدمير صواريخه الضخمة لواشنطن وغيرها من مدنها - تتوصل إلى اتفاق مع روسيا لمواجهته، وتتمكنان بالنتيجة من تحقيق الانتصار عليه!
ومع أن القيمة العلمية للكتاب ومؤلفه موضع بحث ومناقشة، فهو مجموعة تنبوءات كتبها بلغة فرنسية قديمة، وأسلوب رمزي مبهم، يقبل تفسيرات مختلفة. ومن المرجح عندي أن يكون كاتبها اطلع على بعض مصادرنا الاسلامية عن المهدي المنتظر عليه السلام، أو التقى بعض علمائنا، خاصة أنه عاش فترة من عمره في إيطاليا وجنوب فرنسا، وربما في الأندلس. ولكن كتابه سرعان ما انتشر بعد انتصاره الثورة الاسلامية، وظهرت طبعاته بشروح وتفاسير عديدة، بمئات آلاف النسخ، وقيل بالملايين، ثم تحول إلى فيلم سينمائي جرى عرضه في شبكات التلفزيون على ملايين المشاهدين الأمريكيين والأوربيين.
المسألة عند الغربيين ليست اعتقادهم بالمسيح أو المهدي عليهما السلام، ولا اعتقادهم بصحة تنبوءات نوستر آداموس أو غيره من المنجمين. بل اعتقادهم بخطر البعث الاسلامي وحضارته الربانية التي تهدد حضارتهم المادية وتسلطهم الظالم على شعوب العالم. ولدا تراهم يتلقفون أي مادة اعلامية ليقرعوا بها أجراس الخطر في مسامع شعوبهم، ويشدوا أنظارها إلى الموج الجديد الآتي من إيران من ومكة ومصر وبلاد المسلمين. لكي يضمنوا موافقه شعوبهم وتأييدها لجميع اجراءاتهم وخططهم الاستعمارية التي ينفذونها فعلا، أو قد ينفذونها مستقبلا، لضرب حركة الثورة الاسلامية في هذا البلد أو ذاك.