زوجات النبي (ص) - سعيد أيوب - الصفحة ٧٦
وسلم وقالوا: يا نبي الله إن لنا أموالا " ونحن نرى ما بالمسلمين من الخصاصة. فإن أذنت لنا انصرفنا فجئنا بأموالنا فواسينا المسلمين بها، فأذن لهم، فانصرفوا، فأتوا بأموالهم فواسوا بها المسلمين. فأنزل الله تعالى فيهم (الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين. أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا ويدرءون بالحسنة السيئة. ومما رزقناهم ينفقون.
وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين) (1) فكانت النفقة. التي واسوا بها المسلمين، فلما سمع أهل الكتاب مس لم يؤمن بالله ورسوله. قوله تعالى (أولئك يؤتون أجرهم مرتين بما صبروا) فخروا على المسلمين. فقالوا: يا معشر المسلمين. أما من آمن منا بكتابنا وكتابكم فله أجران. ومن آمن منا بكتابنا فله أجر كأجوركم. فما فضلكم علينا؟ فنزل قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا " تمشون به. ويغفر لكم والله غفور رحيم. لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شئ من فضل الله) (2) فجعل لهم أجرين. وزادهم النور والمغفرة.
ثم قال (لئلا يعلم أهل الكتاب) (3).
وبالجملة: واجهت الدعوة الاضطهاد من قريش ومن معهم من القبائل في جزيرة العرب. وواجهت فتنة التأويل التي سهر على إشعالها صناديد قريش. وحمل وقودها أهل الكتاب الذين لم يؤمنوا بالله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.

(1) سورة القصص آية 53.
(2) سورة الحديد آية 28.
(3) تفسير الميزان 176 / 19.
(٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 ... » »»
الفهرست