زوجات النبي (ص) - سعيد أيوب - الصفحة ٥١
وتتلي كتاب ربك. وليس على النساء قتال. ولا لهن الطلب بالدماء. وإن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لأولى بعثمان منك وأحسن رحما ". فإنهما أبناء عبد مناف. قالت: لست بمنصرفة حتى أمضي لما قدمت إليه. أفتظن يا أبا الأسود أن أحدا " يقدم على قتالي. فقال: أما والله لنقاتلنك قتالا " أهونه لشديد (1) وروي أن زيد بن صوحان كتب إلى أم المؤمنين عائشة: أما بعد.
فأنا ابنك المخلص إن اعتزلت هذا الأمر ورجعت إلى بيتك. وإلا فأنا أول من نابذك. وقال زيد بن صوحان: رحم الله أم المؤمنين. أمرت أن تلزم بيتها. وأمرنا أن نقاتل، فتركت ما أمرت به وأمرتنا به. وصنعت ما أمرنا به ونهتنا عنه (2).
وكانت رضي الله عنها تتصدق على الفقراء والمساكين حتى توفاها الله. وكانت تظهر النعمة وتتحدث بها. فعن ذكوان مولى عائشة قال: قدم درج من العراق فيه جواهر إلى عمر بن الخطاب. فقال لأصحابه: أتدرون ما ثمنه. فقالوا: لا. ولم يدروا كيف يقسمونه. فقال: أتأذنون أن أرسل به إلى عائشة لحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها. قالوا: نعم. فبعث به إليها (3) وأخرج ابن سعد عن مصعب بن سعد قال:. فرض عمر لأمهات المؤمنين عشرة آلاف. وزاد عائشة ألفين. وقال: إنها حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم (4).
وفي عهد معاوية بن أبي سفيان. تعهد معاوية أم المؤمنين بالعطايا.
روي عن عروة أن معاوية بعث إلى عائشة بمائة ألف (5) وأخرج ابن كثير

(١) العقد الفريد / ابن عبد البر ٢٧٨ / ٢، الإمامة والسياسة / ابن قتيبة ٦٠ / ١.
(٢) تاريخ الأمم والملوك / الطبري ١٨٤ / ٥، البداية والنهاية / ابن كثير 234 / 7، الإمامة والسياسة 60 / 1.
(3) الحاكم (المستدرك 8 / 4) وسير أعلام النبلاء 133 / 2.
(4) الطبقات الكبرى 67 / 8.
(5) الحلية / أبو نعيم 47 / 7، سير أعلام النبلاء 131 / 2، المستدرك 13 / 4.
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»
الفهرست