قال في الميزان: الآية: بيان الحكم العدل بين النساء الذي شرع لهن على الرجال في قوله تعالى في أول السورة (وإن خفتم أن لا تعدلوا فواحدة) والعدل هو الوسط بين الافراط والتفريط. ومن الصعب المستصعب تشخيصه. وخاصة من حيث تعلق القلوب تعلق الحب بهن. فإن الحب القلبي مما لا يتطرق إليه الاختيار دائما "، فبين تعالى إن العدل بين النساء بحقيقة معناه، وهو اتخاذ الوسط حقيقة. مما لا يستطاع للإنسان ولو حرص عليه. وإنما يجب على الرجل أن لا يميل كل الميل إلى أحد الطرفين. وخاصة طرف التفريط. فيذر المرأة كالمعلقة لا هي ذات زوج فتستفيد من زوجها، ولا أرملة فتزوج أو تذهب لشأنها فالجواب على الرجل من العدل بين النساء أن يسوي بينهن عملا " بإيتائهن حقوقهن من غير تطرف، والمندوب عليه أن يحسن إليهن. ولا يظهر الكراهة لمعاشرتهن ولا يسئ إليهن خلقا ". وكذلك كانت سيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (1).
ولما كانت الشريعة قد أنفذت التعدد إلى أربع. بمعنى أن الأمة وقفت في تعدد الزوجات عند أربع. وانتقال الرجل من واحدة إلى أكثر مقيد بالعدل والقسط بين النساء، فإن إزدواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأكثر من أربع نسوة فيه دلائل على نبوته صلى الله عليه وآله وسلم.
لأنه ازدواجه بين العدل في جميع نواحي الحياة الزوجية وما يتفرع منها، وكما هو معروف أن التشريع لا بد له أن يحيط بجميع نواحي الحياة لتقوم به حجة الله على عباده. لهذا كان إزدواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأكثر من أربع من خصوصياته لأنه صلى الله عليه وآله وسلم الداعي إلى الله الذي صانه الله من الخطأ والغفلة في تلقي الوحي من الله وحفظه وتبليغه.
وبالجملة: كان في إزدواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأكثر من أربع