النص على أمير المؤمنين (ع) - السيد علي عاشور - الصفحة ٧٤
فاستحقا الدفن في ذلك الموضع بحق أبوتهما.
فقال: قد قلت له ذلك فقال: أنت تعلم ان النبي (صلى الله عليه وآله) مات عن تسع فنظرنا فإذا لكل واحدة منهن تسع الثمن، ثم نظرنا في تسع الثمن فإذا هو شبر في شبر فكيف يستحق الرجلان أكثر من ذلك.
وبعد فما بال عايشة وحفصة ترثان رسول الله (صلى الله عليه وآله) وفاطمة ابنته تمنع من الميراث!.
فصاح أبو حنيفة: يا قوم نحوه فإنه رافضي (1).
* فتبين من هذه الروايات المتعددة والطرق المختلفة تسالم الصحابة على كون أمير المؤمنين خير الأمة والصحابة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وطرقها تزيد على عدد التواتر.
واما ما روي في خلاف ذلك فهو من فعل بني أمية، لذا امر المأمون ان يقال على المنابر:
" خير الخلق بعد النبي علي (عليه السلام) " (2).
نكاية بسيرتهم وللتبشير بزوال ظلمهم وتحريفهم للروايات.
هذا مضافا إلى الروايات غير الصريحة في اثبات كونه خير الصحابة، كالمروي عن عرباض بن سارية وأبي هريرة: " خير الناس [القوم] خيرهم قضاء " (3).
ويأتي انه (عليه السلام) أعلمهم بالقضاء.
وكالمروي عن الحسن: " خيركم أزهدكم في الدنيا " (4).
ويأتي انه (عليه السلام) ازهد الصحابة.
ومضافا إلى ما تقدم أنه أفضل الخلق الدال على كونه خيرهم.

١ - كنز الفوائد: ١٣٦ تفسير ثلاث آيات في القرآن.
٢ - تاريخ الخميس: ٢ / ٣٣٦ ذيل خلافة المأمون من الخاتمة، وتذكرة الخواص: ٣١٩ الباب ١٢ ذكر الإمام الرضا.
٣ - كنز العمال: ٦ / ٢٢٢ ح ١٥٤٣٥، والجامع الصغير: ٢ / ١٣، والمعجم الكبير: ١ / ٣٠٩ ترجمة أبي رافع ما روى عطاء عنه، و ١٨ / ٢٥٥ ترجمة العرباض ما روى عنه سعيد بن هاني، وربيع الأبرار: ٣ / ٦٢٠ باب القضاء (٧٠).
٤ - الجامع الصغير: ٢ / 17.
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»