إن شعور المسلم بارتباطه بقائد إلهي من جهة ووجوب «التبري» من الطواغيت من جهة أخرى يحول بينه وبين الانحراف الذي يبدأ عندما يفقد الإنسان هويته ويشعر بالضعف أمام التيارات السياسية الجارية فيدفعه ذلك إلى الانتماء الضال الذي يقذف به في لهوات شباك إبليس ويخرجه من ولاية الله تعالى...
وذلك هو الخسران المبين...
ثم إن للتبري على مستوى الأمة مستلزمات كثيرة لا يمكن اهمالها.
فالأمة الرافضة للكفر والشرك وإمتداداتهما المنافقة ستشن عليه حرب ضروس لا هوادة فيها الأمر الذي يستدعي تواصيا بالحق وتواصيا بالصبر... ووحدة إسلامية وأخوة إيمانية لتتمكن الأمة من مواصلة مسيرة الرفض والتبرؤ ولا تسقط أمام الضغوط والتحديات.
وقد ورد عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ما يوضح واجب المسلم في مثل هذه الحال في زمن الغيبة:
عن جابر قال:
دخلنا على أبي جعفر محمد بن علي (الباقر) عليهما السلام ونحن جماعة بعد ما قضينا نسكنا فودعناه وقلنا له أوصنا يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال:
1 - ليعن قويكم ضعيفكم.