قصور فهمي أو وجود معارض لم يبلغ إليه علمي فأستغفر الله تعالى من كل ما زل به القلم عن المنهج القويم واضرع إليه أن يهديني وإياهم الصراط المستقيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه المجاهدين المتقين وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين وكان الفراغ من التحرير ليلة السبت لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر صفر عام 1326 بمدينة سنغافور بقلم العبد الضعيف محمد بن عقيل بن عبد الله بن يحيى عفا الله عنهم بمنه آمين.
هذا نص الكتاب الذي كتبه المعتضد بالله الخليفة العباسي في أمر الأمة بلعن معاوية وإرشادهم إلى ما يجب عليهم من رفضه وبغضه منقولا بالحرف من تاريخ العلامة أبي جعفر محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله العلي العظيم الحليم الحكيم العزيز الرحيم المنفرد بالوحدانية الباهرة بقدرته الخالق بمشيته وحكمته الذي يعلم سوابق الصدور وضمائر القلوب لا يخفى عليه خافية ولا يغرب عنه مثقال ذرة في السماوات العلي ولا في الأرضين السفلى قد أحاط بكل شئ علما وأحصى كل شئ عددا وضرب لكل شئ أمدا وهو العليم الخبير والحمد لله الذي برأ خلقه لعبادته وخلق عباده لمعرفته على سابق علمه في طاعة مطيعهم وماضي أمره في عصيان عاصيهم فبين لهم ما يأتون وما يتقون ونهج لهم سبل النجاة وحذرهم مسالك الهلكة وظاهر عليهم الحجة وقدم إليهم المعذرة واختار لهم دينه الذي ارتضى لهم وأكرمهم به وجعل المعتصمين بحبله والمتمسكين بعروته أولياءه وأهل طاعته والعاندين عنه والمخالفين له أعداءه وأهل معصيته ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم والحمد لله الذي اصطفى محمدا رسوله من جميع بريته واختاره لرسالته وابتعثه