ثلاثة عشر عاما فقها وأصولا حتى قضى نحبه فاستقل شيخنا بالتدريس.
(3) الفقيه البارع الضليع الآقا رضا الهمداني النجفي صاحب مصباح الفقيه وغيره، المعروف ببعد النظر، وإصابة الفكر، وأصالة الرأي، والتقدم في الفقاهة، فإن شيخنا المترجم قد أدرك برهة لا يستهان بها من أيامه وحضر مجلس درسه.
(4) أستاذ فلاسفة عصره الحكيم المتأله الحاج ميرزا محمد باقر الاصطهباناتي، فإن شيخنا المترجم أخذ منه الفن الأعلى: الفلسفة.
كل هؤلاء الأساتذة في الرعيل الأول من محققي تلمذة الطائفة الإمام المجدد الشيرازي، نزيل سامراء، المتوفى سنة 1312.
التقت هذه المبادئ الفياضة بمحل قابل من تابعيه في التفكير، ونضوج في الرأي، وصفاء في الذهن كالمرآة الصافية ينعكس فيها ما يقابله من حقائق ودقائق فلا يكاد أن يزول، كل ذلك منبعث عن دفاع خارق للعادة، وكان من سلامة طبعه، وحدة فكره وذكائه يتوصل إلى عالم يدرسه من العلوم فيحل عويصاته كفتى فيه، ولم تكن الاستفادة منه مقصورة على مجلس درسه لكنه كان:
هو البحر من أي النواحي أتيته * فنائله الافضال والعلم ساحله فكان يسمعنا حتى في غير وقت الدراسة ما لمن تقرط به أذن الدهر من علم وحكمة وفلسفة وأخلاق وأدب وتأريخ ونظم ونثر وفكاهة حتى خسرناه وخسره العلم والدين في اللية الخامسة من شهر ذي الحجة الحرام سنة 1361 عن عمر يناهز الستة والستين عاما، وكانت ولادته في ثاني محرم الحرام سنة 1296 رحمه الله رحمة واسعة وقدس نفسه الزكية.
محمد علي الغروي الاردوبادي