أسد باسل بسوق النزال * كم شرى أنفس الملوك الغوالي بالعوالي فأرخصت مشتراها كم وجوه كانت من الكفر غبرا * مظلمات ولونها مكفهرا ثم عادت من رعب ماضيه صفرا واستحالت من الصوارم حمرا كفتاة توردت وجنتاها ولكم حين عزمها عنه نكب * فأضلت من رعبها كل مذهب طلبت مهربا فلم يلف مهرب * فأبان الأعناق عن مركز الأب دان حتى كأن ناف نفاها فانتفت في ثبات عضب مذكر * باتر في غراره كل أبتر كم به قد أباد جيشا ودمر * وأعاد الأجسام قفرى من الأر واح يبكي على الأنيس صداها مشرفي في رعبه الموت مغمر * وبه قهر خالق الخلق مضمر حده للفناء أعظم مظهر * كم عقول أطاشها وهي لو تر مى نجوم الدجى لحطت سهاها ذو سنان يرمي الجسوم بجمر * من طعان كالشهب تهوي بأمر كم قلوب منه رماها بذعر * وعيون لم يقذها صرف دهر مذ رماها ببأسه أقذاها ذل كسرى وقيصر والنجاشي * لعلى خير راكب بل وماشي ملك مذ أضلهم بالغواشي * قاد تلك الملوك قود المواشي وعلى صفحة القلوب كواها
(٦٠)