أشياع أي التي هي أم يحيى ثم تزوج حنة بعد ذلك التي هي ربيبته بنت موطوءته فجاء منها بمريم بناء على جواز ذلك في شريعتهم وفيه أنه تقدم أن نوحا عليه الصلاة والسلام بعث بتحريم نكاح المحارم إلا أن يقال المراد محارم النسب دون المصاهرة ولم يسم أحد يحيى بعد يحيى هذا إلا يحيى بن خلاد الأنصاري جيء به للنبي صلى الله عليه وسلم يوم ولد فحنكه بتمرة وقال لأسمينه باسم لم يسم به بعد يحيى بن زكريا فسماه يحيى ومما يدل على شرف سيدنا يحيى بن زكريا ما في الكشاف عن ابن عباس رضى الله تعالى عنهما كنا في المسجد نتذاكر فضل الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم فذكرنا نوحا بطول عبادته وإبراهيم بخلته وموسى بتكليم الله تعالى إياه وعيسى برفعته إلى السماء وقلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل منهم بعث إلى الناس كافة وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وهو خاتم الأنبياء أي فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال فيم أنتم فذكرنا له فقال لا ينبغي لأحد أن يكون خيرا من يحيى بن زكريا فذكر أنه لم يعمل سيئة قط ولا هم بها أي ففي الحديث مامن أحد إلا ويلقى الله عز وجل وقد هم بمعصية عملها إلا يحيى بن زكريا فإنه لم يهم بها ولم يعملها فليتأمل ما في ذلك وقد ذكر أن والد زكريا لامه على كثرة العبادة والبكاء فقال له أنت أمرتني بذلك يا أبت ألست أنت القائل إن بين الجنة والنار عقبة لا يجوزها إلا البكاءون من خشية الله عز وجل فقال بلى فجد واجتهد وقد جاء في الحديث أن يحيى هو الذي يذبح الموت يوم القيامة يضجعه ويذبحه بشعرة تكون في يده والناس ينظرون إليه أي فإن الموت يكون في صورة كبش أملح فيوقف بين الجنة والنار ويقال لأهلهما أتعرفون هذا فيقولون نعم هذا الموت أي يلقى الله عز وجل معرفته في قلوبهم وتجسم المعاني جاء به الحديث الصحيح على أنه جاء في تفسير قوله تعالى خلق الموت والحياة أن الموت في صورة كبش لا يمر على أحد إلا مات وخلق الحياة في صورة فرس لا يمر على شيء إلا حيى وهو بدل على أن الموت جسم وأن الميت يشاهد حلول الموت به وقيل الذي يذبح الموت جبريل عليه الصلاة والسلام وقيل إن في هذه السماء الثانية إدريس وهو قول شاذ وقيل يوسف جاءت به رواية ذكرها الجلال السيوطي في أوائل
(١١٦)