مطالب السؤول في مناقب آل الرسول (ع) - محمد بن طلحة الشافعي - الصفحة ٣٦٦
قال: (لم... لتقتله؟).
قال: (نعم).
قال: (إن يكن الذي أظن فالله أشد بأسا وأشد تنكلا، وإلا يكن فما أحب أن يقتل في برئ) (1).
ثم قضى رضي الله عنه لخمس خلون من ربيع الأول من سنة تسع وأربعين للهجرة (2) وقيل: خمسين (3)، وصلى عليه سعيد بن العاص (4)، فإنه كان يومئذ

١ - حلية الأولياء ٢: ٣٨ وكذا الاستيعاب ١: ٣٧٥، البداية والنهاية ٨: ٤٢.
٢ - ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) من تاريخ دمشق ١: ٢٣٩ / ٣٨٤ - ٣٩٣، البداية والنهاية ٨: ٤٤، تاريخ بغداد ١: ١٤٠، تاريخ خليفة: ٢٠٩.
٣ - مقاتل الطالبيين: ٣١، ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) من تاريخ دمشق ١: ٢٤١ / ٣٩٤ - ٣٩٩، صفة الصفوة ١: ٧٦٢، تاريخ بغداد ١: ١٤٠.
٤ - مستدرك الحاكم ٣: ١٧١، ترجمة الإمام الحسن (عليه السلام) من تاريخ دمشق ١: ٢٢٦ / ٢٦١.
ان رواية صلاة سعيد بن العاص على الحسن بن علي رضي الله عنه من الروايات التي تناقلتها المصادر من أهل السير والتاريخ من دون تحقيق وتدقيق.
فهي ضعيفة سندا ومتنا.
تنتهي ب‍ (سالم بن أبي حفصة): وهو بتري من أصحاب كثير النواء، واقران الحكم بن عتيبة، والحسن بن صالح بن حي، وأبي المقدام، وسلمة بن كهيل، الذين أضلوا كثيرا من الناس وهم يثبتون امامة أبي بكر (رض) وينتقصون عثمان (رض). انظر فرق الشيعة للنوبختي: ٥٧.
وقال في تهذيب التهذيب ٣: ٣٧٧ / ٢٢٦٣ قال الجوزاني: زائغ، وقال العقيلي: ترك لغلوه، وقال ابن حيان: بقلب الأخبار ويهم في الروايات.
وقال في تهذيب الكمال للامام المزي ١٠: ١٣٣ / ٢١٤٣، قال: قال فيه عمرو بن علي: ضعيف الحديث.
وقال في موضع آخر: كان يحيى و عبد الرحمن لا يحدثان عن سالم بن أبي حفصة، وقال أبو حاتم: هو من عتق الشيعة يكتب حديثه ولا يحتج به.
أما من ناحية المتن: فان المصادر تناقلت أن الحسين بن علي (رض) قال لسعيد بن العاص يوم وفاة أخيه الحسن (رض): تقدم لولا أنها سنة ما قدمتك.
والحق أن هذا الكلام لا أصل له، فقد صرح الامام المزي في تهذيب الكمال في ترجمة الحسن بن علي (رض): بأن مقطع الصلاة زائد وقال: زاد بعضهم: (وصلى عليه سعيد بن العاص وهو أمير المدينة).
هذا وقد صرح بعض العلماء الكبار في مصادرهم بأن الحسين (رض) هو الذي صلى على أخيه الحسن (رض)، انظر: ربيع الأبرار ٤: ٣٠٤، لباب الأنساب ١: ٣٣٩ وص ٣٩٦، رسوخ الأخبار في منسوخ الأخبار لأبي إسحاق الجعبي: ٣٢٢، الاتحاف بحب الاشراف للشبراوي: ٣٩.
وقال المناوي في فيض القدير: ٤: ٥٤٦ في تكبيرة الملائكة: (وكبر الحسن بن علي على علي أربعا وكبر الحسين بن علي على الحسن أربعا).
وذهب ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة: ١٥٧ إلى الجمع وقال: (وصلى عليه سعيد بن العاص فإنه كان يومئذ واليا على المدينة من جهة معاوية، وصلى عليه الحسين عليه السلام).
وقال الزرندي الحنفي في معارج الوصول (مخطوط) بعد ذكر الخبر: وهذا غريب!
بالإضافة إلى ذلك فانا لم نر لهذه السنة - صلاة الوالي على الأشراف - ما يذكره التاريخ بل العكس فعمر بن الخطاب (رض) صلى عليه صهيب بن سنان وعلي (كرم الله وجهه) صلى عليه الحسن وهكذا...
والصحيح أن أبا هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية هو الذي ذكر هذا القول لأبان بن عثمان بن عفان الذي كان واليا على المدينة لعبد الملك بن مروان، انظر: الطبقات الكبرى ٥: ١١٦ في ترجمة أبو هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية. ومن خلال هذا التشابه الكبير في الأحداث نقل هذا القول إلى الحسين بن علي (رض) وهو خطاء محظ. والله العالم.
(٣٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 361 362 363 364 365 366 367 368 370 371 372 ... » »»