تنزيه الأنبياء - الشريف المرتضى - الصفحة ٨
حسن الصورة. اشتهر بالبذل والسخاء والاغضاء عن الحساد والأعداء، بالرغم مما وصمه به هؤلاء من البخل وقلة الإنفاق. وخير دليل على سخائه وبذله ما تعهد به مدرسته العلمية وتلامذته من إنفاق وبذل.
وله في ذم الحرص والطمع قصائد ومقطوعات في ديوانه تذكر منها هذه الأبيات:
لا در در الحرص والطمع * ومذلة تأتيك من نجع وإذا انتفعت بما ذللت به * فلأنت حقا غير منتفع ومصارع الأحياء كلهم * في الدهر بين الري والشبع وإذا علمت بفرقتي جدتي * فعلام فيما فاتني جزعي وكان رحمه الله ميالا إلى الزهد في الدنيا راغبا عنها ذاما لها، داعيا إلى الاعتبار فيها، سالكا سبيل أجداده الكرام، والصحابة العظام، من جعلها مجازا للآخرة، ومزادا لدار القرار.
ويختصر ذلك بهذه الأبيات من ديوانه:
لا تقربن عضيهة * إن العضائه مخزيات واجعل صلاحك سرمدا * فالباقيات الصالحات في هذه الدنيا ومن * فيها لنا أبدا عظات إما صروف مقبلا * ت أو صروف مدبرات والذل موت للفتى * والعز في الدنيا حياة والذخر في الدارين إما * طاعة أو مأثرات إلا أنه مع زهده في الدنيا وتقشفه فيها كان ذا مقام سياسي في الدولة خطير، وذلك بفضل ما أوتي من أصالة الرأي ووقارة العلم والمال، مع عز العشيرة وكثرة الرجال.
وكان رحمه الله مشغوفا بالعلم منصرفا إليه بين دراسة وتدريس، محبا
(٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 ... » »»
الفهرست