الروضة المختارة (شرح القصائد الهاشميات) - كميت بن زيد الأسدي - الصفحة ٧٣
وإني على أني أرى في تقية * أخالط أقواما لقوم لمزيل (1) وإني على إغضاء عيني لمطرق وصبري على الأقذاء وهي تجلجل (2) وإن قيل لم أحفل وليس مباليا * لمحتمل ضبا أبالي وأحفل (3) فدونكموها يال أحمد إنها * مقللة لم يأل فيها المقلل (4) مهذبة غراء في غب قولها * غداة غد تفسير ما قال مجمل (5)
1 مزيل أي مزايل مفارق لهم ومبتعد عنهم وعن آرائهم وفي حذر وتقية منهم على أني مخالط لهم في مجالسهم.
2 الأقذاء جمع قذى وهو ما يقع في العين وما ترمي به يقال فلان بغضي على القذى إذا سكت على الذل والضيم وفساد القلب. وفي الحديث: يبصر أحدكم القذى في عين أخيه ويعمى عن الجذع في عينه، ضربه مثلا لمن يرى الصغير من عيوب الناس ويعيرهم به وفيه من العيوب ما نسبته إليه كنسبة الجذع للقذاة. ومطرق أي صامت:
وهي تجلجل: أي العين تتحرك. يقول إني صابر على الضيم واجم لا أتكلم وعيني تكاد من الغم تنطق بما في نفسي.
3 الضب الحقد وقوله: لمحتمل خبر أن في البيت قبله يقول: احتمل الحقد والضغينة لهم وإن كنت أظهر المودة بلساني.
4 دونكموها: يعني القصيد مقللة: أي أنها ترى قليلة بالنسبة لكم وإن كان لم يأل جهدا في تنميقها وإبداعها.
5 مهذبة أي لا عيب فيها وغراء أي واضحة نقية، وقوله: تفسير ما قال مجمل يقول: إني أجملت فيها القول.