عجائب الآثار - الجبرتي - ج ٣ - الصفحة ٨٢
خمسين جملا فلم يتيسر الا بعضها وأصبح يوم الثلاثاء فأنزلوا باقي متاعهم ونزل الباشا المخلوع من باب الجبل في رابع ساعة من النهار على جهة باب النصر ومر من خارجه إلى جهة الخروبي وذهب إلى بولاق وصحبته كتخدا محمد علي باشا وعمر بك وصالح أغا قوش وانزل صحبته مدافع تعوق بعضها عند الذنجرية لضعف الاكاديش وسكن بيت السيد عمر النقيب وسكن صالح أغا ببيت شيخ السادات وذلك عاشر جمادي الأولى واطمأن الناس بعض الاطمئنان مع بقاء التحرز وارسل السيد عمر فنادي تلك الليلة باستمرار الناس على التحرز والسهر وضبط الجهات فان القوم لا أمان لهم وانحشروا في داخل المدينة والوكائل والبيوت ولا يتركون قبائحهم واما الامراء المصرلية فإنهم وصلوا إلى البين واجتمعوا هناك ما عدا علي بك أيوب وسليمان بك وعباس بك فإنهم بالجيزة مع علي باشا وياسين بك واما الدالاتية الأنجاس فإنهم مستمرون على النهب البلاد وسلب الأموال وأذية العباد ونهبوا كاشف الغربية وهجموا على سمنود وهي مدينة عظيمة فنهبوا بيوتها وأسواقها واخذوا ما فيها من الودائع والأموال وسبوا النساء وفعلوا فعالا شنيعة تقشعر منها الأبدان ثم انتقلوا إلى المحلة الكبرى وهم الان بها واما محمد بك الألفي فإنه حاصر دمنهور مدة مديدة فلم يتمكن منها ثم ارتحل عنها ورجع مقبلا ووصل إلى ناحية الطرانة واما قبطان باشا فإنه لم يزل مقيما على ساحل أبي قير وفي يوم الخميس وصلت الاخبار بذهاب قبطان باشا إلى الإسكندرية وفي يوم الأحد خامس عشره نزل احمد باشا المخلوع إلى المراكب من بولاق وسافر إلى جهة بحري بعياله واتباعه المختصين به وتخلف عنه كتخداه وعمر بك وصالح قوش والدفتر دار وكثير من اتباعه ولم يسهل بهم مفارقة ارض مصر وغنائمها مع أنهم مجتهدون في خرابها وفيه وصل الألفي الكبير والصغير إلى بر الجيزة
(٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 ... » »»